حسين شبكشي

 كيف ستكون سنة 2017 على العالم العربي؟ المنطقة مقبلة على «مؤثرات» واضحة ستكون لها انعكاسات متوقعة وقوية. وصول إدارة جديدة (في البيت الأبيض) بقيادة دونالد ترامب سيعني ذلك تغييرًا حقيقيًا في علاقات أميركا مع مصر ودول الخليج وتركيا كل على حدة. أوروبا هي الأخرى ستشهد انتخابات لافتة وتغييرًا متوقعًا في الوجوه القيادية في إيطاليا وفرنسا، ومزيدًا من البعد البريطاني عن السوق الأوروبية، كل ذلك سيكون له أثر على المنطقة العربية.
دول الخليج سيزيد الضغط الشعبي عليها لتطوير منظومة مجلس التعاون الخليجي ليصبح «اتحادًا» له عملة واحدة وجواز سفر واحد وحرية التنقل بلا حدود، وغير ذلك من علامات التكامل الاتحادي الذي طال انتظاره.
سنة 2017 ستكون قاسية جدًا. مصر، سيزداد التحدي الاقتصادي في ظل استمرار قوة الدولار الأميركي، ولكن التحدي الأمني لن يقل خطورة، أما علاقتها مع الإدارة الأميركية الجديدة ستكون أفضل والتنسيق من المفترض أن يكون بقوة.
تركيا ستستمر بالميلان باتجاه الكفة الروسية إن كانت تتوقع مساحة إيجابية مع إدارة أوباما إلا أنه يبدو أن خسارتها لألمانيا والدول الأوروبية أصبحت مسألة محسومة، وستشهد هذه السنة أزمات خطيرة بين تركيا وأوروبا.
المغرب سيشهد مزيدًا من الضغوط الأفريقية «غير البريئة» عليه بخصوص قضية الصحراء الغربية بعد انكشاف وجود تيارات راغبة في التصعيد. وستأخذ المسألة السورية بعدًا جديدًا، فالمسألة الكردية لم تحسم ومدى شهية الانفصاليين الأكراد في «الانضمام» لكردستان العراق، وكذلك غير معروف المنطقة الآمنة التي تشرف عليها تركيا.
في لبنان غير واضح حتى اللحظة نجاح «الزواج الثلاثي» بين عون والحريري و«حزب الله» لأنه حتى الآن لم ينتج عنه «ولادة» حكومة، وهذه الحكومة متى ما ظهرت كيف ستتعايش مع نظام مجنون برئاسة بشار الأسد له يرغب في الانتقام في الداخل اللبناني نفسه.
مشهد مؤقت ولكنه حتمًا غير محسوم ولا يطمئن. إيران ستكون حذرة جدًا في مغامراتها في المنطقة في ظل وجود إدارة أميركية جديدة لها موقف محدد من إيران، وهو التشكيك التام في نهجها واعتبارها مصدرًا للإرهاب وعنصرًا فعالاً في إحداث القلاقل في المنطقة، وبالتالي سيكون من المهم مراقبة تطورات العراق واليمن وسوريا ولبنان في ظل وجود إدارة ترامب.
ليبيا ستكون مستنقعًا إرهابيًا بامتياز، والتطرف سيزداد بشاعة سواء بشكله القبلي أو بشكله الديني، وسيظل خطرًا متزايدًا على كل من تونس ومصر. الجزائر قد تشهد سنة انتقالية في كل شيء، كل العلامات تشير إلى ذلك وهي ليست الدولة الوحيدة المرشحة لذلك.
البترول سيستقر حول الخمسين دولارًا للبرميل الواحد، والدولار الأميركي سيستمر في قوته وعنفوانه، وستستمر هيمنته على العالم. الأسواق المالية والبورصات ستشهد قفزات مهمة، ولكن العقار سيصاب بتراجع سلبي حاد بسبب ركود اقتصادي متزايد.
سنة 2017 ستكون صعبة جدًا اقتصاديًا على المنطقة، ولكنها سنة إصلاح وتعديل وصناعة الفرص وتجهيز لمن يستعد جيدًا.