خالد أحمد الطراح

لم تسلم الحياة الديموقراطية من تعثّر ومعوقات نحو التطوير والتحصين الدستوري، فقد شهدت كويت الديموقراطية عثرات عديدة، منها ما هو مصطنع من السلطتين التنفيذية والتشريعية، ومنها مساعٍ نحو تشويه الديموقراطية، من خلال استشراء الفساد حتى على المستوى الانتخابي.
الفساد المقصود هو تمكّن بضعة من فاسدي الذمة والضمير، ممن نصبوا انفسهم اولياء على الحياة السياسية، وهم طارئون عليها، لكنَّ المال الذي وُضع بين ايديهم جعلهم يتحكمون في دعم مرشحين وزرع مفاتيح انتخابية فوق الطاولة وتحتها، والدلائل واضحة، لكن من الصعب ــ بسبب قانون النشر الخانق للحريات ــ استعراضها، فيكفي عدد سجناء امن الدولة الحاليين، الذي نأمل ان يتضامن عدد من الاخوة النواب معاً لاقتلاع قوانين مثل هذه من جذورها.
كتبت مقالاً الى سمو رئيس الوزراء خلال فترة انتخابات 2016، بعنوان «جرد سياسي لسمو الرئيس»، تم فيه استعراض العديد من الملفات والنصائح للأخ الشيخ جابر المبارك (بوصباح)، والنصيحة لا تعني بأي حال من الاحوال قصور الرؤية لديه، وانما النصيحة من اجل تجنيب سمو الرئيس من الوقوع في اخطاء سبق ان وقعت فيها الحكومة، بسبب بعض الوزراء الذين حازوا ثقة رئيس الحكومة، وهم في الواقع ليسوا من الخاسرين بقدر خسارة سمو الرئيس شخصيا من الناحية السياسية.
لعل الرسالة التي وجهها الاخ العزيز النائب عبدالله الرومي، خلال مجريات جلسة الافتتاح، الى الحكومة تلخص ما كنت اتمنى ان يتفاداه الاخ الشيخ جابر، فبتقديري ان كلمة الرومي انذار للحكومة، لا بد ان يكون له ثمن مكلف جداً، وربما «حل مبكر» أكثر من حل المجلس السابق، فالمجلس الحالي لست متفائلاً بأن يستكمل دوراً انعقاداً واحداً أو دورين، فثمة مؤشرات على انقلاب عدد كبير من النواب على مواقف معلنة منهم قبل جلسة الافتتاح، فقوى المتنفذين لها تأثير أكبر مما نتخيل والثمن تدفعه الكويت وشعبها.
صحيح ابناء الاسرة الحاكمة كسائر الشعب، كما قاله الاخ الشيخ محمد العبدالله، الذي اصبح المدافع الحكومي ومهندس التكتيك الحكومي ــ النيابي.
لكن افراد الاسرة ليسوا كلهم ذوي صفحات بيضاء مثل بعض افراد الشعب، فمثلما هناك فاسدون من الشعب، هناك امثالهم من افراد الاسرة يلعبون مع الورقة الرابحة بالخفاء، ويعلم الاخ الشيح محمد انني اعي ماذا اقصد، وربما يعي هو ايضا ماذا ارمي اليه؟!
الزمن كفيل بكشف الخافي المنتظر، الذي سيكون مفاجأة لكل الاطراف والانتخابات المقبلة، ومخرجاتها ستكون صعبة الاحتواء للغاية، ودرساً أكبر بكثير من درس انتخابات 2016!
اكدت انتخابات المجلس ولجانه انها لم تكن حيادية بسبب من نقض وعوده!