سمير عطا الله

خلال حملته الانتخابية أعلن دونالد ترامب أنه سوف يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. كتبتُ يومها أن كثيرين من المرشحين قبله وعدوا بذلك، ولما استحقوا الموعد هابوا الخطوة وأحجموا. وكنت أراهن على أنهم لن يفعلوا، أما في حالة السيد ترامب، فلن أجازف بالرهان.
الآن أصبح من الممكن المراهنة على العكس. أي على أن السيد ترامب سوف يكون أول رئيس أميركي يُقدم على هذه الخطوة. أضف إليها أن قرار الاعتراف سوف يكون من أول قراراته إن لم يكن أولها. وقد مهد فخامته لذلك، بتسمية محامي دعاوى الإفلاسات ديفيد فريدمان، سفيرًا لدى إسرائيل، أو العكس، أي سفيرًا لإسرائيل في واشنطن.
المستر فريدمان محامي الإفلاسات في أميركا، ومحامي المستوطنات في إسرائيل، وله مقالات على موقع المستوطنين (أروتز شيفا) يبدو من خلالها بنيامين نتنياهو رجلاً معتدلاً. هنا يبرز اسم - ودور - صهر ترامب، جاريد كوشنر، صديق فريدمان وأحد كبار المتبرعين للمستوطنات، على الرغم من إعلان الخارجية الأميركية أنها تعرقل مساعي السلام.
يملك فريدمان منزلاً دائمًا في القدس. وخلال الحملة لعب دور همزة الوصل مع الأميركيين المؤيدين لإسرائيل، مؤكدًا لهم أن ترامب لن يضغط إطلاقًا على إسرائيل في شأن المستوطنات، وسوف ينقل السفارة الأميركية إلى القدس. وربما يفهم من ذلك أن فريدمان سيكون أول سفير أميركي يزور المستوطنات ويرعاها في المستقبل.
سأل رئيس تحرير «نيويوركر» ديفيد ريمنك، المفكر الإسرائيلي المعتدل أفيشاي مارغاليت عن رأيه في ترامب، فقال: «كل شيء ممكن. لا أحد يمكن أن يتكهن بأي شيء. فالمسألة ليست مسألة انحراف تريد البحث عن تفسير له، لأن كل شيء أصبح انحرافًا غير قابل للوضع في سياق منطقي. إنها مسألة عائلية الآن. وهو يعامل البيت الأبيض على أنه مُلك شخصي، تماما مثل دون كورليوني (زعيم المافيا في فيلم «العراب») لا يهمه إطلاقًا أن يرضي أحدًا. ويمارس البلطجة على من يشاء. لذا، لا أرى في تعيين فريدمان أي فرق. لا يهم ذلك كثيرًا. لن تكون هناك خريطة سلام في أي حال، مع أن فريدمان قد يصعّد الأشياء. وفي أي حال أيضًا، الفلسطينيون أعلنوا يأسهم. لقد فقدوا الأمل في أي حل. وهذا مجرد مسمار آخر في النعش».