عبدالله الناصر

ما يحدث اليوم في حلب، هو دلالة على العهر، والمجون السياسي العالمي ..

ما يحدث اليوم في حلب هو صورة حقيقية للحقد الأسود على العرب السنة ..!!

هو نموذج من نماذج القهر، والتعذيب، المبرمج سلفاً للمنطقة ..!!

ما يحدث في حلب هو صورة بشعة لاجتثاث الإنسان من وطنه، وترابه، وطينه، هو اجتثاث الرحمة من القلوب ... اجتثاث القيم الأخلاقية للإنسان .. هو تكريس للغشامة وتكريس الرعب في الوجدان الإنساني، والعطب الذي أصاب عقله .. هو شاهد حي على النفاق الغربي، والأمم المتحدة، وجميع المنظمات التي تدعي الرحمة، والشفقة ...

بل دعوني أَقل، إن الذي يحدث هو تنفيذ لمخطط جهنمي، وغير أخلاقي، لكنس العرب السنة من الشام والعراق، لتكون مسرحاً وموئلاً للمجوس الأشرار، والصهاينة ، وشراذمهم الذين تشربوا الحقد، وانصاعوا لتمجيد الغوغائية، والدروشة، والتخريف، والانحراف، والبلاهة الدينية المشوهة ..

إن ما يحدث في حلب، هو نموذج لما حدث في الفلوجة، والأنبار، والموصل من تهيج وحشد القتلة، والزبانية والسفاحين لسحق الضعفاء والعزل، مستندين، ومستمدين شيطنتهم من بعض مؤسسات وحكومات الكراهية الغربية التي تعمل في السر والجهر، على ترسيخ الرجس الإيراني الصهيوني المشترك ، وقتل كل نزعة عربية، تحاول النهوض أو الارتقاء، والبناء، ليعمل إنسانها على تطوير نفسه، والاعتماد على ذاته بالكفاح والابداع، والخلق والكدّ والعرق داخل وطنه ..

تلك الدول التي تعمل على هدم كل أمل في نفس هذا العربي بكل وسائل البطش، والقهر مستنهضة ومهيجة كل مستحثات وبشاعات العنصرية والمذهبية ...

لقد بطشت أميركا وحلفاؤها بطشاً مروعاً بالعراق والعراقيين الشرفاء، وأسلمته للصفويين المجوس، وكلابهم، وها هي اليوم تجمع الحشود الشيطانية الأممية في تنسيق متغول مشترك، لتفريغ الشام من أهله، ومن تاريخه، ومن جذوره، اتماماً لسلسلة الحلقات التي يفضي بعضها إلى بعض، لتشكل في النهاية الهلال الصفوي المجوسي الصهيوني المشترك ... مستخدمة أبشع وسائل القتل، والتدمير، والتهجير، والابادة الجماعية، والعالم يتفرج، وكأنه يشاهد مسرحية عبثية مقززة ...

ما يحدث في حلب أزاح وأسقط كل الأغطية، والأقنعة عن الوجه الاستعماري التاريخي الحاقد البغيض ...

بل كشف القناع عن كثير من الوجوه القبيحة، التي تدعي الحرية، والديموقراطية، والتنوير، لتظهر على حقيقتها كوجوه شائهة مريبة، مرتذلة الأهداف، عفنة المآرب، هي أبعد ما تكون عن شرف وفضيلة الانسانية الخيّرة المتسامية .. فها هم المجوس يقيمون الحفلات في ساحات حلب، وينصبون الخيام والأروقة على جثث، وجماجم، وأشلاء الأطفال العزل، وها هي أعلام، وبيارق حزب الله ترفرف على القباب، والمآذن بطريقة تكوي القلب..!! وهاهم المشردون، والمخرجون من ديارهم يموتون في دروب التهجير والضياع تحت وابل الرصاص، ووابل الثلج والفواجع، والمواجع ، والدموع… وبعض دعاة حقوق الإنسان صامتون صمت التماثيل الخرساء إزّاء ما يحدث ، رغم أنهم لا يزالون يعمهون في ضلالتهم فيتحدثون عن الحرية، والديموقراطية، وحقوق الإنسان، وكأن كل المعذبين في العراق، والشام وفلسطين، واليمن مطرودون من رحمة الله، و من رحمة البشر .. وخارجون عن الشفقة الإنسانية..!! فيا لفجيعة الانسان فيهم… وحمى الله بلادنا من كل ختّار فجور ..