فيما تتقدم القوات العراقية مسنودة بطيران التحالف الدولي لتحرير ما تبقى من مدينة الموصل التي سيطر عليها تنظيم داعش عام 2014، أكد تقرير استخباراتي تابع لمركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأميركية، أن تنظيم داعش بات أكثر التنظيمات المتطرفة استقطابا للمقاتلين، مقارنة مع غيره من التنظيمات ومنها تنظيم القاعدة.
وأشار التقرير إلى أن التنظيم استطاع استقطاب عدد من الكفاءات المهنية والعلمية المتنوعة التي جعلته، وحسب تقرير مؤسسة أبحاث التسلح في الصراعات، يتميز بالكفاءة العالية في دقة التصنيع العسكري، وأنظمة الرقابة، إضافة إلى شبكات الإمداد.
كما أكد التقرير أن التنظيم لديه سلسلة إمداد قوية من المواد الخام، فيما تشير صناعاته العسكرية أنها تضاهي مستوى تسلح الجيوش الرسمية. 


إحصاءات رسمية 


بحسب التقرير، فإن قوائم التجنيد الخاصة بالتنظيم لم تكن مقتصرة على الفقراء والمهمشين أو القادمين من مناطق نائية، والذين تستند عليهم معظم التنظيمات المتطرفة، بل استقطب التنظيم أعدادا كبيرة من المتعلمين، وأصحاب المهن الرفيعة، لافتا إلى أن إستراتيجية التنظيم اعتمدت في أساسها على بناء هياكل مدربة على أنقاض العراق وسورية.
ولفت التقرير إلى أنه بعد فحص ومقارنة سجلات المنتمين إلى داعش، ونظرائهم في القاعدة، وُجد فرق كبير من ناحية التنسيق بين المقاتلين، والسيطرة على الأرض، بعكس تنظيم القاعدة التي كانت متمردة وأقل جاذبية لمقاتليها، في وقت أظهرت فيه الإحصاءات الرسمية أن "داعش" استقطب مقاتليه من نحو 50 دولة حول العالم، بتعداد 20 ألف مقتال تقريبا، باستثناء مناطق الصراع الأخرى على غرار ليبيا وسيناء المصرية وأفغانستان وباكستان، وغيرهم.
وأشار التقرير إلى أن اللافت في تنظيم داعش، هو قدرته على استقطاب مقاتلين من أوروبا والصين وروسيا، في وقت لم تستطع فيه القاعدة جلب المقاتلين العرب للقتال في صفوفها، فضلا عن المقاتلين الأجانب، مؤكدا أن المجتمع المخلوط الذي يتكون منه "داعش"، بات يلقي بظلاله على أجهزة الأمن، ويجعل مواجهته صعبة، بسبب عدم وضوح أي تصور حول المقاتلين المنتمين إليه.


غموض عمليات التجنيد 


أوضح التقرير أنه خلال تحليل بيانات الذين تم تجنيدهم في تنظم داعش، فقد وُجد نحو 629 من رجال الأعمال، و76 عنصر شرطة وجيش، و103 من عمال "الياقات البيضاء" المهرة، إلى جانب المحامين والمهندسين وخبراء تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى 69 مهنيا، و28 من العاملين في وسائل الإعلام، الأمر الذي يزيد من صعوبة فهم طبيعة التنظيم، وما الأسباب التي جعلت من أولئك الكفاءات الانضمام والقتال في صفوفه، خصوصا أن التنظيم بات ينشر خلال الفترات الماضية فرص عمل شاغرة لديه في مختلف التخصصات.
يأتي ذلك، فيما أكدت مصادر استخباراتية أن مقاتلي التنظيم في الموصل، باتوا قليلين جدا، خصوصا بعد الخسائر التي تكبدتها عناصرهم خلال المعارك الشرسة التي ما زالوا يخوضونها ضد القوات العراقية، والتي دخلت شهرها الثالث.