لبنان: ملء الشغور الرئاسي بانتخاب عون بعد مصالحة مع جعجع والتصعيد بين المستقبل وحزب الله ينتهي بمساكنة حكومية برئاسة الحريري

سعد الياس

أبرز ما حملته سنة 2016 للوضع اللبناني هو انتخاب الرئيس الـ 13 للجمهورية اللبنانية بعد 46 جلسة بينها 12 جلسة دعي إليها في هذا العام. ومن أبرز ما حملته بداية هذه السنة هو التصعيد الكلامي بين تيار المستقبل وحزب الله الذي كاد يوقف الحوار الثنائي وانتهى بدخول الطرفين في حكومة واحدة برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي لم تدم له السراي الحكومي لكنها عادت إليه.

انطلقت السنة من دون أن تكون الساحة اللبنانية بعيدة عن انعكاسات إعدام رجل الدين الشيعي نمر النــمـــر في المملكة العربية السعودية، ونُفّذت تحركات احتجاجية أمام السفارة السعودية التي اتخذت تدابير أمنية في محيطها خشية من أعمال انتقامية.
لكن هذا التصعيد لم يمنع استئناف الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله في 10 كانون الثاني/يناير علماً أن موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كان الأكثر تعبيراً عن حجم ما بلغه التوتر، إذ إنه رفع الحواجز أمام عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان وتـــحــديداً إلى رئاســـة الحــكومة كنــتــيجة للتــســـوية الرئـــاســـية بعد ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية.
وتزامن كل ذلك مع استمرار قتال حزب الله في سوريا وسقوط المزيد من القتلى في صفوفه بينهم عميد الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي سمير القنطار الذي إغتيل بغارة على مبنى سكني في بلدة جرمانا في ريف دمشق. ولم يمض 15 يوماً على الاغتيال حتى قام حزب الله بالرد على العملية من خلال عملية نوعية أصرّ من خلالها على إجهاض محاولات إسرائيل تعديل قواعد الاشتباك وأعاد مرة جديدة تثبيت معادلة الردع.
وعلى الصعيد الأمني هزّت في 27 حزيران/يونيو أربعة تفجيرات انتحارية متتالية بلدة القاع فجراً ثم وقعت 5 تفجيرات ليلاً، وترك الانتحاريون وراءهم 5 ضحايا وعدداً من الجرحى معظمهم مسيحيون. كما ترك الانتحاريون وراءهم علامات استفهام عما إذا كانت القاع هي الهدف الفعلي أم أنها كانت ممراً إلى أماكن أخرى وتحديداً إلى الضاحية الجنوبية.
سياسياً، حصلت خطوة كبيرة في معراب كرّست المصالحة المسيحية بين الطرفين المتخاصمين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في 18 كانون الثاني/يناير في خطوة خلطت الأوراق الرئاسية عندما أقدم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون إلى الرئاسة الأولى قاطعاً للطريق على النائب فرنجية بعد ترشيحه من قبل الحريري.
وأدى التمسك بترشيح حزب الله للعماد عون بعد ترشيح جعجع له إلى تبني الحريري هذا الترشيح في 20 تشرين الأول/اكتوبر في كلمة وجدانية أكد فيها أن هدفه إنقاذ البلد وأنه مستعد ليخاطر بشعبيته ليحمي لبنان. ثم جرى انتخاب عون رئيساً في 31 تشرين الأول/اكتوبر بعد سنتين و5 أشهر من الشغور الرئاسي وبعد مخاض عسير بأصوات 83 نائباً. 
وفي 3 تشرين الثاني/نوفمبر بعد 3 أيام على انتخاب عون تمّ تكليف الرئيس الحريري بتأليف الحكومة التي أبصرت النور في 18 كانون الأول/ديسمبر وضمّت 30 وزيراً. ونال الحريري أكثرية 112 صوتاً ليس بينهم أصوات نواب حزب الله.
وإلى الانتخابات الرئاسية حصلت في لبنان انتخابات بلدية واختيارية في شهر أيار/مايو، وتركزّت أشرس المعارك البلدية عند المسيحيين في زحلة وجونية ودير القمر وجزين وسن الفيل وتنورين. أما في طرابلس فقد حملت الانتخابات مفاجأة كبرى حين تمكّنت اللائحة المدعومة من وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي من تسجيل انتصار كبير في مواجهة اللائحة التوافقية المدعومة من تحالف الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي وقوى سياسية.

تصريحات

أبرز التصريحات السياسية التي تركت اثراً على الجمهور هي تصريح للزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط أعلن فيه أنه لن يدق أبواب دمشق من جديد، مستبعداً إعادة مدّ الجسور مع الرئيس بشار الأسد، وقال «لن أنهي حياتي السياسية بإعادة ترميم العلاقة مع الأسد. لست بهذا الصدد بتاتاً، حتى لو حقق النظام انتصاراً شاملاً. وعلى كلٍّ، سوريا التي أعرفها تغيرت ولا أظن أنّها ستعود، وأنا أنصح تيمور أن يفعل الأمر ذاته عندما يتسلّم زمام القيادة».
باسيل فجّر طاولة الحوار: فجّر رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل طاولة الحوار الوطني في لبنان في 5 أيلول/سبتمبر عندما أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري تعليق مشاركة التيار احتجاجاً على عدم احترام الميثاقية وعدم الاعتراف بنا، ورداً على تأييد بري دعوة الرئيس تمام سلام إلى انعقاد مجلس الوزراء.
وأعلن باسيل أنه «لدى فقدان الميثاق تهتز القناعة الوطنية بالعيش المشترك، ولن نسمح بتكرار ظلم التسعينات بحق المسيحيين».