رائد برقاوي

القيادة والتواصل، الفخامة والتواضع، الابتسامة والمحبة، الإنصات والتوجيه، كانت عناوين حملها في نفسه وعقله أكثر من 500 شخص من أصحاب الأموال والفكر والعلم والكلمة حضروا أمسية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في ختام زيارة سموه الرسمية للهند.

كان لافتاً أن الكل منبهر بالتواصل مباشرة بقامة وبمكانة محمد بن زايد، تبادل سموه الأحاديث على مدار ثلاث ساعات بلا كلل أو ملل مع الحاضرين مباشرة، ونقل إليهم ما تكنه الإمارات للهند وشعبها العظيم من محبة وتقدير، محبة ليست وليدة اليوم إنها تمتد إلى عقود وقرون من الزمن، لم يكن للنفط دور فيها، ولا للتحالفات تأثير بها، إنها علاقة الجار بالجار والإنسان بأخيه الإنسان.

في أمسية مومباي تلك المدينة التي تعني الكثير للإماراتيين وتحمل في عقول وأفئدة الآباء والأجداد ذكرى عطرة، وفي أجواء ربيعية تحمل نسائم عطرة من شواطئ الإمارات، جدد سموه ثوابت الإمارات المرتكزة على الانفتاح على الآخر وعلى احترام الآخر وبناء علاقات الشراكة والعزم على المضي قدماً في تحقيق التنمية المستدامة، وقال سموه إن الإمارات ترحب بالجميع لخير الإنسان والارتقاء بالأوطان لحياة أفضل يعمها السلام.

وفي أمسية مومباي التقى سموه عشرات رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين فرداً فرداً في ختام ملتقاهم مع نظرائهم الهنود، أشاد بجهودهم في إيصال أرقام التجارة بين البلدين إلى 60 مليار دولار، وفي خلق مئات آلاف فرص العمل، وفي تحقيق قيمة مضافة للاقتصاديين، وحثهم على المثابرة والاستفادة من الفرص التي يحملها المستقبل لاقتصاد الهند الذي يتجاوز حجمه تريليوني دولار ولاقتصاد الإمارات الواعد الذي تخطى نصف تريليون دولار.

في أمسية مومباي ظهرت جلياً استراتيجية الإمارات نحو الشرق، والتوجه الذي توج بزيارة سمو ولي عهد أبوظبي إلى الصين قبل شهرين حيث الشرق الأقصى ثم إلى الهند الأقرب جغرافياً وبعدها إلى روسيا حيث آسيا الوسطى وإلى دول كبرى حيث تسعى الإمارات إلى ترسيخ التوازن الذي تسير عليه منذ الآباء المؤسسين، وبناء استراتيجيات جديدة مع دول الشرق المؤثرة الأقرب إلينا.

&

الإمارات تمضي قدماً في مسيرة العطاء، تحصن داخلها وتبني إنسانها واقتصادها، وترتبط بعلاقات أوسع وأرقى مع محيطها وأصدقائها البعيدين، تواجه التحديات الجيوسياسية والاقتصادية باقتدار، قيادتها لا تعرف المستحيل لأنها مؤمنة بقدرات أبنائها ولذلك ستحقق النجاح تلو النجاح وتصل القمم تلو القمم رغم التحديات التي لا تتوقف فهذا مصير المثابرين، هكذا علمنا التاريخ وهذا ما سيثبته المستقبل.