&&مطلق بن سعود المطيري

&&نجحت المملكة بدفع عجلة الصراع في المنطقة سياسياً، فقدمت المبادرات ودعت لزيارات متعددة المستويات، لتسويق مشروعها السياسي الخاص بحماية أمنها الإقليمي العربي، فكانت المهارة السياسية حاضرة في تفاصيل كل اجتماع تدعو له المملكة أو تحضره، فإرادتها السياسية إرادة عمل وليس دعاية لتبرير فشل، تحرير اليمن عسكرياً من عصابات طهران جاء نتيجة إرادة سعودية قابلت التحدي بتحدّ تجاوزه، وإعلانها عن عزمها للدخول برياً في سورية لضرب داعش وحرق كرتها نهائياً، يبرز حجم الحمل الثقيل الذي حملته بأمانة وشجاعة نادرة.. المملكة اليوم تواجه التردد الأميركي والطائرات الروسية وإرهاب داعش وطائفية طهران وانتهازية بعض العرب، كل هذه التحديات تقف أمامها السياسة السعودية بقوة ووضوح، رافعة عنوان: "انتصار العرب جميعاً أو هزيمتهم جميعا"&

الظرف ظرف حرب، تقوده المملكة لحماية أمنها العربي، وسط بيئة ثقافية عربية مفككة تسمح بالاختراقات ورسم حالة العجز والضعف التي تسهل هزيمة العرب معنوياً، ظرف الحرب وغياب السلاح الثقافي عن ميدان الصراع، أمر لا يتناسب مع الصراع وبناء أشكال التحدي التي تؤدي لتحقيق النصر المعنوي، فالمملكة التي صنعت مبادرات سياسية شجاعة، تحتاج لنشاط ثقافي وإعلامي يتناسب مع قوة مبادراتها السياسية، نشاط ثقافي ليس في واشنطن ولا لندن أو باريس، بل في ميدانها التي تدافع عنه، فأرض العرب تحتاج لسان العرب ومنابرهم لتجبير إرادتهم المعنوية والنهوض بها، فالظرف ليس ظرفًا يسمح بالتردد والتأجيل والبحث عن المكاسب المادية، النشاط الثقافي العربي المطلوب نشاط يجمع العرب ويعزلهم ثقافياً عن محاور استقطابهم الأجنبية، فقد ثبت أن كل المشروعات الثقافية المشتركة عن الآخر (الغربي، الإيراني، الصيني، التركي) أدت إلى مسخ الثقافة العربية ونزع روح التحدي منها، وأصبح العربي ثقافياً في عيون الآخر متسولاً وضعيفاً، وإرهابياً، قد يحتج البعض ويقول هم العرب كذلك، وبشيء من الإنصاف يجد أن هذه الصورة السلبية ليس واقعاً أو حقيقة، بل عمل ثقافي متعمد، فرضته ثقافة الاستهلاك، والاحتلال، والاستغلال..

&

ليس المطلوب بناء مشروع ثقافي عربي جديد ينهض بالأمة، بل سلاح ثقافي يساند العمل السياسي المقاوم لأشكال العبث بالأمن العربي، فالنشاط السياسي السريع الذي يلاحق الأخطار في كل مكان، يحتاج لثقافة سريعة تبني التوجه السياسي العام بقوالب قومية تحرر الضعف العربي من عجزه وكسله، هل المطلوب تحرك وزراء الثقافة العرب لصياغة هذا المشروع، لا! المشروع يتجاوز إمكانياتهم الثقافية وحساباتهم الشخصية، فمن الوزراء العرب من هو بعيد جداً عن الثقافة وطرق استخدامها لمواجهة التحديات، هندسة الصراع ثقافياً، تتطلب وجود سياسة ثقافية للصراع، وهذه عملية تبدأ من القمة إلى القاع، من الزعماء للجمهور مباشرة، هناك زعماء استخدموا هذا الأسلوب مثل عبدالناصر وصدام وكانت الاستجابة الشعبية كبيرة، صحيح انهم خذلوا شعوبهم واستغلوا الثقافة لصالح هندسة شخصياتهم ثقافياً وعرضها على الجمهور، إلا ان المشكله في شخصياتهم وليس في الشعوب أو أسلوب التواصل معهم ثقافياً، والدليل على نجاح أسلوبهم انه بعد رحليهم باقٍ تأثيرهم الثقافي إلى اليوم بنفس الفعالية.. المطلوب مشروع يرسم بين القيادة، والشاعر، والداعية، والأديب، مشروع يبتعد كلياً عن وزارات الثقافة العربية ولا يلغيها، الظرف عنوانه: سلامة العرب جميعاً أو فناؤهم جميعاً.

&

&