هـانى عسل&

.. سبحان الله يا أخي! أنصار البرادعى الذين اعترضوا على حذف اسمه من قائمة المصريين الحاصلين على نوبل فى كتاب خامسة ابتدائي، هم أنفسهم الذين سبق وأن طالبوا بحذف اسم مبارك من قائمة قادة أكتوبر، وهم أيضا الذين سبق أن طبلوا وهللوا ورقصوا لرفع اسم مبارك من على محطة مترو الأنفاق التى أنشئت فى عهده!

الأتراك الذين يصرخون الآن من إرهاب داعش والجماعات الكردية المسلحة، هم أنفسهم الذين ارتضوا لبلادهم أن تكون «فندقا» لكل من يخطط ويمول ويصفق للإرهاب ويرعاه قولا وفعلا باسم الديمقراطية والحرية فى مصر وسوريا وغيرهما.&

إردوغان الذى سخر بشدة من جيرانه الأوروبيين بعد «نصب خيمة» للأكراد فى مقر البرلمان الأوروبى فى أثناء مناقشة قضية الحريات فى بلاده، هو نفسه الذى سبق أن رفع علامة «رابعة» فى أكثر من مناسبة دعما لمن أقاموا اعتصاما مسلحا – وليس مجرد خيمة - لمدة 40 يوما!&

آوروبا التى شغلت نفسها أونطة فى برلمانها بقضايا الحريات فى مصر وكازخستان والكونجو، لم تتخيل آن تآتيها التفجيرات فى عقر دارها فى بروكسل، وأن تتخذ بلجيكا، مثل فرنسا، كل آنواع الإجراءات الاستثنائية اللازمة للدفاع عن آمن القارة البيضاء، تحت شعار الأمن أولا.&

صحيفة «واشنطن بوست»، إحدى قلاع التنظير للربيع العربى المشئوم والمدافعة حتى يومنا هذا عن نشطاء الديمقراطية، جاء عليها الوقت الذى تنقل فيه اعتراف الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى الشجاع بأن الربيع العربى هذا كان صنيعة أوروبا، وبأن زين العابدين بن على لم يكن ديكتاتورا!

&أوباما الذى ذهب إلى كوبا منتشيا لإلقاء محاضرات عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وجد نفسه مضطرا لالتزام الصمت التام إزاء قرار السلطات الأمنية فى كوبا قبل أيام باعتقال من خططوا لتنظيم مظاهرات معادية لأمريكا ورئيسها أثناء الزيارة!&

أمريكا نفسها التى ذرفت الدموع على الديمقراطية وأصوات الناخبين التى أهدرتها مصر بعد ثورة 30 يونيو هى نفسها التى يدرس حزبها الجمهورى الآن أى مخرج قانونى يبرر إلغاء ترشيح الملياردير دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة عن الحزب، بحجة أن آراءه بشأن العنصرية واللاجئين تهدد السلم الاجتماعى والأمن القومي، رغم أن الرجل هو الفائز باكتساح فى الانتخابات التمهيدية!

&طبعا «البرادعاوية» على حق فى موقفهم طبعا، فلم يكن من اللائق حذف اسم الرجل من قائمة نوبل، ولكن كان من الأجدر لهم أن يتقبلوا هم وكبيرهم سهام النقد التى وجهت وتوجه إليهم وإليه بسبب مواقفه السياسية الرديئة بعد نوبل دون اتهامهم بالنفاق والتطبيل ومحاولة تدمير “البوب”!

واشنطن بوست التى تقود حتى يومنا هذا حربا شعواء ضد مصر، كان عليها أن تنشر حديث الرئيس التونسى مصحوبا باعتذار واضح وصريح لقرائها تعترف فيه بأنها خدعتهم فى تقييمها بشأن الربيع العربي.&

تركيا التى تواجه أوضاعا أمنية سيئة إلى الدرجة التى شاهدنا فيها صورا لمتظاهرين ملثمين ومسلحين فى وسط اسطنبول، كان عليها أن تعلن فى إطار حربها ضد الإرهاب الذى تتحدث عنه توقفها نهائيا عن استضافة إرهابيين بدرجة نشطاء أو حقوقيين أو إعلاميين على أراضيها ممن يروجون للعنف ويحرضون على دول الجوار حتى يومنا هذا.

&

إردوغان أيضا كان على حق فى انتقاده لـ”خيمة” الأكراد فى البرلمان الأوروبي، بل وكان محقا أيضا فى رفضه إثارة قضايا بلاده داخل البرلمان الأوروبي، ولكن كان من الأجدر أن يفعل ذلك بعد أن يعلن صراحة تخليه عن المبدأ نفسه الذى طبقه من قبل بتبجح وعجرßفة مع مصر.

&

أوباما من حقه أن يحاضر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يشاء فى كوبا أو حتى فى الجحيم، ولكن كان يتعين عليه فى خطابه على مسرح هافانا الكبير أن يعتذر أولا عن اعتقال متظاهرين يعبرون عن رأيهم فى زيارته لأن هذا ليس من الديمقراطية فى شيء، وكان لزاما عليه أيضا «بالمرة» أن يخصص فى خطابه جزءا عن معتقل جوانتانامو، على الأقل من باب المصداقية.

&

ومن حق الحزب الجمهورى أيضا مسح إرادة الناخبين «بأستيكة» وسحب ترشيح ترامب للانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكن عليه أيضا أن يقبل هو ومن يتولى رئاسة البيت الأبيض مبدأ تقديم أولوية حماية الأمن القومى والسلم الاجتماعى على الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، بدلا من القيام بـ«تمثيليات» لا قيمة لها أمام شعوب الأرض!

&

&

&

&

&