رأى الاهرام&

تكتسب العلاقات المصرية ـ السعودية أهمية خاصة لأسباب عدة، فهوى المصريين يهفو دائما إلى أرض الحرمين الشريفين، ويمثل جزءا من معتقداتهم،

والأجيال المختلفة من الشعب السعودى لا تنسى أبدا أن آباءهم وأجدادهم تتلمذوا على يدى المعلم المصري، وتناولوا العلاج من الطبيب المصري، ومازال المصريون يشاركون أشقاءهم السعوديين فى بناء ونهضة المجتمع السعودي، كما أن المصريين لا ينسون أيضا وقفة المملكة الكبيرة إلى جانب إرادة الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو، سياسيا واقتصاديا وعلى جميع المستويات، ولا يتعلق الأمر فقط بالدولتين، ولكن يتعداه إلى المنطقة العربية بأكملها، فمصر والسعودية هما جناحا الأمن القومى العربي، وعلاقاتهما التاريخية والاستراتيجية هى حجر الزاوية فى العمل العربى المشترك.

&وفى ظل المتغيرات المتسارعة، وحالة عدم الاستقرار التى يمر بها العالم العربى الآن، فإن مصر والسعودية تحملان على عاتقهما مهمة التكاتف من أجل إنقاذ الوطن العربى من مؤامرات التقسيم والتفتيت التى تحاك له.&

وقد فشلت كل الرهانات على محاولات إضعاف العلاقات المصرية ـ السعودية، أو التشكيك فيها، وأثبتت كل المواقف تطابق الرؤى الاستراتيجية بين البلدين، وأن الخلاف فى بعض التفاصيل قد يتعلق بالوسائل وليس بالأهداف، فالبلدان يدركان أنهما يخوضان معركة واحدة دفاعا عن الأمن القومى العربي، وأن مصيرهما واحد ومستقبلهما واحد.

&ولذلك فإن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المرتقبة إلى مصر غدا، هى خير شاهد على عمق العلاقات بين البلدين، ومصر شعبا وحكومة وقيادة ترحب بالعاهل السعودى فى بلده الثاني، الذى تطوع يوما فى جيشها ليدافع عن ترابها.&

إن هذه الزيارة ستكون فاتحة خير ـ ليس لشعبى البلدين فقط ـ ولكن للشعوب العربية كلها، فمصر والسعودية تدركان أهمية دورهما فى قيادة الأمة العربية للوصول بها إلى مستقبل آمن، واستقرار كامل.