&&أسامة سليمان &

حافظت أسعار النفط الخام على مكاسبها السعرية القياسية لليوم الثالث على التوالي، ونجح خام برنت في تسجيل أعلى مستوى في أربعة أشهر وتجاوز 43 دولارا للبرميل في الأسواق الأوروبية وذلك في ظل الأجواء الإيجابية الداعمة للأسعار في السوق قبل أربعة أيام من عقد الاجتماع المرتقب لكبار منتجي النفط حول العالم في الدوحة الأحد المقبل لبحث السيطرة على المعروض من خلال تجميد الإنتاج.

وأدى انخفاض الدولار الأمريكي وتقلص الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة إلى تعزيز مسار أسعار النفط نحو الارتفاع وتعويض الانخفاضات الحادة السابقة وتجددت الآمال في استعادة التوازن في السوق خلال فترة قصيرة على الرغم من تشكيك البعض في أثر تجميد الإنتاج في إعطاء زخم مستمر لأسعار النفط الخام.

وأسهمت تصريحات لوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن اجتماع الدوحة في تقليل المخاوف في السوق واتساع الآمال في بلوغ التعافي والاستقرار، حيث أكد أن الاجتماع سيؤدي إلى إعادة التوازن لأسواق النفط خلال فترة من ثلاثة إلى ستة أشهر كما توقع أن يبلغ سعر البرميل 50 دولارا للبرميل قبل نهاية العام.

من جهته، قال لـ"الاقتصادية" ألان ماتيفاود مدير الأبحاث والتحليلات في شركة توتال العالمية للطاقة، إن المعروض النفطي العالمي قد يستقر هذا العام أو ينخفض رغم سعى إيران الحثيث لزيادة صادراتها بأكثر من نصف مليون برميل يوميا منذ رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

وأشار إلى أن الانخفاض المتوقع في المعروض ناتج عن التراجعات الحادة في الإنتاج الصخري الأمريكي، الذي يسجل انخفاضات مستمرة على مدار ثمانية أشهر وتراجعه يفوق في المقابل الطفرة التي تسعى إيران إلى إحداثها كما أن الشكوك تحيط بقدرات إيران على مواصلة تحقيق هذه الطفرة بسبب ضعف الاستثمارات وتردى أوضاع البنية الأساسية للطاقة.

وتابع، أن نجاح التوافق على تجميد الإنتاج بين كبار المنتجين يوم الأحد المقبل في الدوحة بات أقرب إلى التحقق وهو ما قاد الأسعار إلى ارتفاعات قياسية هي الأعلى على مدار عدة شهور وقد ترافق ذلك مع تحسن جيد في مستوى الطلب في الصين إلى جانب تراجع العملة الأمريكية والانخفاض الحاد في المخزونات وفى مستوى الإنتاج الأمريكي.

من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية" دييجو بافيا مدير شركة " إينو إنرجي " للطاقة في هولندا، أن هناك جهودا مكثفة لزيادة ضخ النفط السعودي إلى أوروبا خاصة بعد النجاحات التي حققها في شرق أوروبا، خاصة في أسواق بولندا على حساب النفط الروسي، مشيرا إلى أهمية الاتفاق الأخير بين شركتي أرامكو وسوميد الذي يهدف إلى ضخ النفط السعودي عبر خطوط أنابيب سوميد إلى جانب استخدام "أرامكو" لمستودعات تخزين سوميد في تخزين النفط وهو ما يزيد القدرات التنافسية السعودية في الأسواق الأوروبية.

وأشار إلى أن النفط السعودي يتمتع أيضا بحصص سوقية جيدة ومعدلات طلب متنامية في الأسواق الآسيوية سواء الصناعية مثل اليابان أو السريعة النمو مثل الهند وباكستان مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك من الضروري الاهتمام بتنمية موارد الطاقة المتجددة بالتوازي مع الطاقة التقليدية، حيث إنه في المستقبل سنحتاج إلى كل موارد الطاقة لتلبية الطلب الواسع المقبل.

وأوضح أن الأسواق الأوروبية حاليا موضع منافسة شديدة بين المنتجين، كما أن روسيا تسعى أيضا للحفاظ على وجودها في الأسواق الأوروبية وتطوير خطوط الغاز التي تربطها بدول الاتحاد الأوروبي ويجيء ذلك فيما تتسارع الجهود الأوروبية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الرياح والطاقة النووية. بدوره، قال لـ"الاقتصادية" ايفليو ستيلوف المستشار الاقتصادي البلغاري في فيينا، إن نجاح اجتماع الدوحة سيؤدي إلى تعافي أسعار النفط تدريجيا وذلك بحسب قناعة اغلب المنتجين سواء المضارين بشكل كبير من انخفاض الأسعار مثل فنزويلا والجزائر أو الأقل ضررا مثل كبار المنتجين في الخليج وروسيا.

وأضاف، أن البعض يحاول أن يروج لأن مستوىات الإنتاج وصلت بالفعل إلى أرقام قياسية وبالتالي تثبيتها لن يحقق المردود المنتظر على الأسعار وعلى تعافي الأسواق، لكن المؤشرات الحالية تشير إلى أن فائض المعروض النفطي يتقلص عمليا بفعل تراجع الإنتاج الأمريكي وهو ما جعل الأسعار تعوض كثيرا من خسائرها على مدى الأسبوعين الماضي والحالي.

وتابع، أن بعض التقديرات لمصارف ومؤسسات مالية مثل بنك قطر تشير إلى استمرار تعافي الأسعار بشكل جيد خاصة خلال العام المقبل بفعل تجميد "أوبك" ومنتجي النفط التقليدي لمستوىات الإنتاج في مقابل تراجع حاد في الإنتاج الأمريكي.&

وأشار إلى أن تحسن الأسعار سيستمر حتى يبلغ سعر البرميل 60 دولارا للبرميل وهو أمر متوقع خلال الأجل المتوسط ولكن بلوغ هذا السعر سيؤدي إلى انتعاش إنتاج النفط الصخري من جديد وهو لن يحتاج إلى استثمارات كبيرة جديدة بل سيعمل بطاقة واسعة على الفور وهو ما يعني أن أسعار النفط ستبقى في مستوىات متوسطة لآجال طويلة.

&من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، استقرت أسعار النفط أمس، حيث ظلت العقود الآجلة للخام الأمريكي فوق مستوى 40 دولارا للبرميل في حين اقترب خام القياس العالمي مزيج برنت من 43 دولارا للبرميل قبيل الاجتماع المرتقب لكبار منتجي الخام لمناقشة تجميد مستوىات الإنتاج لكبح التخمة الكبيرة في المعروض.

&وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة تسعة سنتات فوق سعر التسوية السابقة ليصل إلى 40.45 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:51 بتوقيت جرينتش.&

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة خمسة سنتات إلى 42.88 دولار للبرميل ليقل 18 سنتا فقط عن أعلى سعر له في 2016 الذي بلغه في اليوم السابق.

&ويستعد منتجو النفط الرئيسيون في الشرق الأوسط وروسيا - لكن دون الولايات المتحدة - للاجتماع في العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد المقبل، لبحث اتخاذ إجراءات لكبح فائض المعروض الذي يصل إلى مليوني برميل يوميا من الخام فوق حجم الطلب.&

وارتفعت أسعار النفط العالمية بالسوق الأوروبية أمس، مواصلة صعودها لليوم الثالث على التوالي، وسجل الخام الأمريكي أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، وقفز خام برنت لأعلى مستوى في أربعة أشهر، بفعل هبوط العملة الأمريكية الدولار، وتوقعات بانخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة للشهر السابع على التوالي.&

وبحلول الساعة 08:30 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 40.75 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 40.33 دولار وسجل أعلى مستوى 40.88 دولار الأعلى منذ 23 آذار (مارس) وأدنى مستوى 40.08 دولار.&

وصعد خام برنت إلى 43.35 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 42.63 دولار وسجل أعلى مستوى 43.52 دولار الأعلى من كانون الأول (ديسمبر) وأدنى مستوى 42.54 دولارا.&

وأنهي النفط الخام الأمريكي "تسليم مايو" تعاملات الإثنين مرتفعا بنسبة 1.7 في المائة، وحققت عقود برنت "عقود يونيو" ارتفاعا بنسبة 2.3 في المائة، في ثاني مكسب يومي على التوالي بدعم من ارتفاع أسعار السلع الأولية والمعادن استنادا إلى ضعف الدولار الأمريكي.&

وفقد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات نحو 0.4 في المائة، مواصلا خسائره لليوم الخامس على التوالي، مسجلا أدنى مستوى في ثمانية أشهر 93.61 نقطة، في ظل استمرار عمليات بيع العملة الأمريكية بعد تلاشي آمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية أكثر من مرة خلال العام الحالي.&

ويدعم هبوط الدولار أسعار السلع والمعادن، خاصة تلك المسعرة بالعملة الأمريكية نظرا للعلاقة العكسية بينهما وانخفاض قيمتها بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

&وأشارت توقعات للحكومة الأمريكية إلى استمرار تراجع إنتاج النفط الصخري في أيار (مايو) المقبل مواصلا انخفاضا للشهر السابع على التوالي، في ظل استمرار كبرى الشركات في خفض النفقات، وتراجع أنشطة الحفر والتنقيب لأدنى مستوى منذ عام 2009.&

وفيما يتعلق بسلة خام "أوبك"، فقد سجل سعرها 37.02 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 36.01 دولار للبرميل في اليوم السابق.&

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حققت رابع ارتفاع كبير لها على التوالي وإن السلة كسبت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع السابق، الذي سجلت فيه 32.71 دولار للبرميل.