أمين ساعاتي&

بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جولته الناجحة في الأسبوع الماضي إلى القاهرة، واستطاع أن يحقق كثيرا من الإنجازات، ومن أهم إنجازات جولة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر تحديد الحدود الدولية بين الدولتين، وتنفيذ مشروع الجسر الذي يربط المملكة بمصر.&

ولسنا بصدد استعراض المكاسب الاقتصادية والسياسية للدولتين الشقيقتين من هذا الجسر.&

المهم خرج الجانب السعودي والجانب المصري في النهاية بمكاسب ومغانم سياسية واقتصادية مشتركة ستعود بالخير على مستقبل الدولتين الشقيقتين.&

ونستطيع القول إن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة أنقذت النظام العربي الذي كان يعاني التصدع والترهل، وكتبت لهذا النظام شهادة ميلاد جديدة.&

بمعنى أن مصر مثلها مثل السعودية مسؤولة عن حماية الأمن القومي العربي، ومن الطبيعي أن يكون لها دور إيجابي في ترتيبات مواجهة التدخل الفارسي السافر في أربع عواصم عربية، هي دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء، إضافة إلى احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث، وتهديداتها المستمرة لأمن واستقلال الكويت والبحرين.

&إن المملكة دخلت بثقلها في قضايا الاستثمار والتنمية في ربوع مصر لتحقيق الاستقرار السياسي في مصر العزيزة، وشملت مساهمات المملكة كل المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والسياسية، حتى توافقت الدولتان على إنشاء صندوق استثماري مشترك، هدفه دعم الاقتصاد المصري وإخراجه من كبوته التي يعاني منها منذ ثورة 25 يناير 2011.&

وفي نهاية الزيارة الموفقة، كرمت جامعة القاهرة، وهي أول جامعة في الشرق الأوسط، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومنحته شهادة الدكتوراه الفخرية، وقال مدير الجامعة في حفل التكريم، إن الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصية إقليمية وعالمية تنويرية، له مساهمات عظيمة في بناء مصر وتعميرها، بل قال إنه شرف للجامعة أن تضع اسم الملك سلمان بن عبد العزيز جنبا إلى جنب مع قائمة الأسماء العالمية، التي نالت شرف شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.

&ومن منبر جامعة القاهرة، تحرك موكب الملك سلمان بن عبد العزيز نحو مطار القاهرة متجها إلى أنقرة؛ ليستأنف زيارة أخوية لتركيا الشقيقة.&

وفي تركيا، خص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الملك سلمان بن عبد العزيز باستقبال حار في القصر الأبيض الرئاسي، حيث وصل الملك سلمان إلى باب القصر الرئاسي بموكب من الخيالة، وكان أردوغان في استقبال الملك عند باب القصر، ودخل الزعيمان القصر محاطين بحرس الشرف التركي، إضافة إلى 16 رجلا يمثل كل واحد مرحلة من مراحل التاريخ العثماني، ثم جرى احتفال في القصر تسلم خلاله الملك سلمان بن عبد العزيز من الرئيس رجب أردوغان وسام الجمهورية، وأكد أردوغان في كلمة خص بها الملك سلمان بن عبد العزيز، أن الوسام يعكس عمق الروابط والعلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى فخره بتقديم أرفع وسام إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، ومنوها بجهود الملك في تعزيز العلاقات بين المملكة وتركيا الشقيقة.&

لقد ناقش الزعيمان كثيرا من الملفات الساخنة، وعلى رأسها الملف السوري، ولا سيما أن السعودية وتركيا تحيطان الأزمة السورية بكثير من اهتمامهما، وتراقبان باهتمام التدخل الفارسي والروسي، ووقوفهما عقبة أمام الحلول السلمية الدولية.&

ولقد عقد الزعيمان جلسة مباحثات رسمية في القصر الرئاسي في أنقرة، وأكد أردوغان التعاون الاستراتيجي بين الرياض وأنقرة بما يحقق الاستقرار في المنطقة، كما استعرض الزعيمان مجموعة من المشاريع الرامية إلى دعم وتعزيز العلاقات الثنائية وسبل تنميتها في شتى المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى مجمل الأوضاع في المنطقة.&

من ناحية أخرى، ألقى الملك سلمان بن عبد العزيز كلمة شكر فيها الرئيس التركي رجب أردوغان على الوسام الكبير، وقال "إن الوسام الكبير ليس تكريما لي فقط، ولكن هو تكريم للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا"، وأكد أن البلدين يسيران نحو تعزيز علاقات الصداقة بينهما.&

وجميل جدا أن تتوج زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لأنقرة بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية، التي تدعم العلاقات الأخوية بين الدولتين الصديقتين، وتقوي الروابط بين الشعبين الشقيقين.&

ما نود أن نصل إليه في ختام زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة وأنقرة، أن الملك سلمان بن عبد العزيز قام بزيارة تاريخية على مستوى القمة لعاصمتين من أهم العواصم في عالمنا العربي والإسلامي، وحقق للمملكة العربية السعودية ولسياستها الخارجية مكاسب ومغانم ستعود بالخير على مستقبل الأجيال القادمة.