الياس الديري& & & &&&

على رغم كل ما حصل، وقيل، وأُعلن، فان لبنان لا يزال ينتظر من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكل دول الخليج، إعادة النظر في المواقف والتصريحات والإجراءات الجائرة التي اتخذت في حقِّ بلد مستضعف من داخل ومن خارج، ومن قوى إقليميَّة ودوليّة، وعلى أساس أخطاء وذنوب اقترفها بعض الموتورين.

ودون معرفة رئيس الحكومة تمّام سلام، ومن غير اطلاع القيادات والمرجعيات المعنيّة.

خادم الحرمين يعرف جيّداً، وأكثر من الآخرين، أن لبنان المغلوب على أمره، والمكسور الجناح، والممنوع من انتخاب رئيس للجمهوريّة، حريص كل الحرص على علاقات الود والأخوّة والتعاون في مختلف الحقول، والتي تشدّه إلى المملكة العربيّة السعودية ودول الخليج دون استثناء.

والخطأ المستنكر الذي ارتكبه وزيرٌ معروفٌ بتحيُّزه، عن قصد أو غير قصد، سارع الرئيس سلام الى الردّ عليه بموقف تضامني مع المملكة والأشقاء الخليجيّين، في السرّاء والضرّاء. كما لو أنه يعتذر من الجميع عن هفوة، أو غلطة، أو حماقة، ارتكبها وزيرٌ معروفٌ بميوله وانتماءاته التي لا تقيم وزناً لمصلحة لبنان.

من الطبيعي أن يُسارع بعض المرتزقة، والمصطادين في الماء العكر، وقنّاصي الفرص والمناسبات، الى اغتنام أيّة كلمة أو هفوة أو زلَّة لسان، ليضخِّموها ويعملوا من الحبَّة قبة.

وليسهّلوا الطريق أمام ما حصل، وما تعرَّض له لبنان من خسائر، ومن تخلٍّ لأقرب الدول العربية إليه وأحرصها عليه، وأكثرها عطفاً وحدباً حين تحرفه الصراعات الإقليميَّة عن وسطيته، ومع دولة شقيقة تشدّه إليها روابط الأخوّة والصداقة منذ أكثر من نصف قرن، أي المملكة العربيَّة السعودية.

نؤمن جميعنا أن الملك سلمان سيعذر لبنان ويُسامح بيروت واللبنانيّين عن ذنبٍ ارتكبه مَنْ لا يريدون الخير لبلدهم والأشقاء.

قدامى السياسيّن والصحافيّين الذين يعرفون حقَّ المعرفة حجم الود والغيرة لدى خادم الحرمين تجاه لبنان يتمنّون على صديقٍ عريقٍ للبنان أن يشمل هذا البلد المكسور الجناح، والمكسور الخاطر، والمتروك في تصرُّف دولة كإيران تخطِّط للتوسّع وفرض الهيمنة على نطاق المنطقة العربية، أن يعفو عن هذا الشقيق الضعيف، ويمدَّ له يد العون والمساعدة من أول وجديد.

والبعض لا يتردَّد في إعلان التفاؤل المسبق، والاعتقاد أن الملك الذي عُرف عنه العدل والتسامح في كل مسؤولياته وقراراته لن يتردَّد طويلاً، وهو يعيد النظر في الموقف من لبنان الذي لا يزال يحتفظ له في قلوب الأَنقياء من أبنائه ومن قدامى أصدقاء خادم الحرمين كل وفاء، وكل تقدير، وكل امتنان لما فعل من أجل لبنان واللبنانيَّين في حقبة الحروب وجنون الأحقاد وجهل الجاهلين.

إكراماً لبيروت على الأقل. بيروت التي تحتفظ بكل التقدير والحب والشكر للملك الكبير، الكبير القلب، والكبير في تاريخه العريق، ومواقفه النبيلة التي لا تنساها العاصمة شبه المهجورة.