&&وحيد عبدالمجيد&

تلوح الآن فرصة تاريخية لتولى شخصية عربية قيادة منظمة اليونسكو الدولية للمرة الأولى فى تاريخها بعد 70 عاماً على تأسيسها.

يوجد استعداد قوى فى كثير من الأوساط الدولية لدعم مرشح عربى لمنصب المدير العام لهذه المنظمة إذا توافرت فيه المقومات اللازمة، وحدث اتفاق بين العرب عليه. ورغم أنه مازال هناك عام تقريباً على انتهاء ولاية المديرة العامة الحالية للمنظمة إيرينا بوكوفا (بلغارية)، فهناك احتمال كبير لأن يشغر المنصب قبل ذلك إذا فازت بوكوفا فى السباق الذى بدأ لتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة. فهى من أبرز المرشحين (ثمانية حتى الآن) لهذا المنصب.&

ولذلك بدأ الاستعداد لمعركة قيادة اليونسكو العالمية مبكراً، وظهر فى سياقه أن العرب يُعيدون إنتاج صراعاتهم التى تسببت فى إبعادهم عن المنافسة على هذه القيادة أكثر من مرة. فبعد أن أعلن المثقف اللبنانى الكبير د. غسان سلامة ترشحه فى معركة قيادة اليونسكو، معتمداً على إسهاماته الكبيرة التى تدعم مركزه، فوجئنا بوزير ثقافة قطرى سابق (حمد بن عبد العزيز الكوارى) يعلن أنه سيخوض هذه المعركة!&

والفرق كبير بأى معيار ثقافى بين غسان سلامة المثقف صاحب الرؤية الذى يملك حضوراً قوياً على المستوى الدولى، والكوارى الموظف الذى سيعتمد على الأموال التى يمكن أن تنفقها دولته لدعمه. وفضلاً عن تاريخ سلامة المعروف، فهو يتبنى مشروعاً طموحاً يهدف إلى العودة بمنظمة اليونسكو إلى طموحاتها الأولى فى أن يكون التعليم فى خدمة التعايش والتفاهم والحوار بين مختلف الثقافات. وهذا مشروع تشتد الحاجة إليه فى مواجهة انتشار التطرف والإرهاب. ولذلك أضم صوتى إلى كل من يدعمون اعتماد غسان سلامة مرشحاً للعرب، وأدعو المثقفين اللبنانيين الذين أصدروا بياناً قوياً لتأييده، بمبادرة من رئيس تحرير الملحق الأدبى لصحيفة الوريون لوجورب الفرانكوفونية الروائى اسكندر نجار، إلى توسيع نطاق تحركهم والتوجه إلى المثقفين واتحاداتهم وجمعياتهم ونقاباتهم فى مختلف بلاد العرب. وليتهم يسرعون بذلك قبل أن يظهر مرشحون آخرون لن يؤدى ترشحهم إلا إلى إفلات فرصة تاريخية لتولى قيادة اليونسكو العالمية. نحتاج إلى مرشح عربى واحد قوى، ولا نريد «خناقة» عربية جديدة فى هذا المجال.