&&مشاري الذايدي&&

القمة الخليجية - الأميركية التي عقدت أمس الخميس، في الرياض، أكدت مجددًا «جوهرية» العلاقة بين الطرفين في هذه المنطقة الحساسة القلقة من العالم.

دول الخليج بقيادة السعودية، كما قيل هنا سابقا «حديقة بوسط حريقة».. حديقة من الاستقرار والنمو، تحيط بها حرائق سياسية وأمنية بأغلب محيطها القريب.

فوق هذا، صمدت هذه المنظومة العربية واستمرت رغم كل الأنواء والعواصف منذ أكثر من ثلاثة عقود، في حين انهارت التجمعات العربية والإقليمية الأخرى، ولا يعني هذا عدم وجود عثرات مر بها المجلس الخليجي.

إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أثارت بسياساتها الإقليمية الكثير من اللغط والشكوك الخليجية، تجلى ذلك في ثلاث مسائل:

الأولى دعم الفوضى العربية المسماة بالربيع العربي، وتحديدًا دعم فصيل واحد من فصائل فوضى الربيع، جماعة الإخوان المسلمين، للسيطرة على الحكم بمصر وتونس وغيرهما.

الثانية خذلان الشعب السوري وضبابية الموقف من نظام الأسد، ووهمية الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس أوباما نفسه.

الثالثة التحول نحو الوجه الإيراني، والحرص «اللاهوتي» على صفقة الانفتاح الأميركي ومن خلفه الغربي على إيران الخمينية بحجة دعم الاعتدال والسيطرة على النووي، وكأن مشكلة إيران هي فقط في بضعة معامل نووية، على خطورتها، وليس في «طبيعة» السياسة الخارجية الإيرانية العدوانية والتخريبية.

على كل حال أوباما شرح «عقيدته» في حواره المثير من مجلة «أتلانتيك» قبل أسابيع، ولكن تبقى لغة الواقع والمصالح هي الأعلى من كل فرد ووجهة نظر، فمنطق المؤسسات أقوى وأبقى.

يحسب للرئيس أوباما حرصه على الاجتماع بقادة دول الخليج بالرياض في هذا الظرف، ومبادرته لتأكيد عمق واستراتيجية العلاقة بين أميركا والمجموعة الخليجية.

التفاصيل تساعد على رؤية الصورة الكلية.

في التفاصيل أنه، وحسب مصدر في البيت الأبيض حضر اجتماع الملك سلمان بالرئيس أوباما، الأخير في الرياض، صرح لـ«العربية» بأن اللقاء استمر أكثر من ساعتين وتم فيه مناقشة كل قضايا المنطقة بصراحة وأريحية، رغم ما كتب عن توتر في العلاقة. وأشار المسؤول إلى أن الحديث دار بين الملك والرئيس دون تدخل أحد من الوفدين.

وقال بن رودس مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما معلقًا على القمة الخليجية - الأميركية: «نعرف من هم شركاؤنا في المنطقة».

أما الملك سلمان فأعلن في كلمته، التزام دول الخليج بتطوير العلاقات «التاريخية» مع الولايات المتحدة: «خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم».

الخليج يحتاج لأميركا وأميركا تحتاج للخليج، كل حسب حاجته، من أجل الأمن والسياسة والاقتصاد.. تلك هي الخلاصة.

&

&

&