عبده مباشر&

خلال سنوات النظام الملكى، نفذ الإخوان عدة عمليات إرهابية وعددا من الاغتيالات فى مقدمتها اغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها عام 1948. وكان حسن البنا يدرك تماماً وهو يصدر أمر الاغتيال أنه يصطدم بالسلطة بهدف الانتقام من قرار حل جماعة الإخوان والأهم كسر إرادتها ومنعها من التعرض له أو للجماعة، أى لإجبارها على الرضوخ والتسليم بقوة الجماعة ونفوذها وسطوتها ومثل هذا الهدف، لم تكن لتقبل به السلطة فى مصر خاصة وهى تعلم أنها تملك قبضة قوية وفعالة، لذا جاء الرد سريعا، ودفع حسن البنا حياته ثمنا، ودفعت الجماعة الكثير.وكانت السلطة تعلم أن الانجليز أنشأوا الجماعة للحد من شعبية حزب الوفد وإحداث قدر من التوازن فى الشارع السياسى، كما كانت تعلم أن حسن البنا وضع الجماعة فى خدمة المخابرات الأمريكية بالاتفاق على التعاون لمقاومة الشيوعية والحيلولة دون النجاح والانتشار فى مصر. وكان تقدير السلطة أن هذه العلاقات المشبوهة للاخوان لن توفر لها الحماية، لذا مضت على طريق الصدام بقوة، واستخدمت قبضتها الغليظة لإرسال رسالة واضحة المعنى والدلالة.وعندما انطوت صفحة النظام الملكى فى يوليو 1952، كان للاخوان علاقة قوية بقادة المجموعة اليوليوية. وبقصر نظر شديد، حاولت الجماعة فرض الوصاية على القيادة الجديدة القادمة من صفوف الجيش المصرى.

&كيف طاف بفكر المرشد العام ومكتب الإرشاد أن هؤلاء القادة الذين خاطروا بحياتهم على امتداد سنوات من أجل التخلص من النظام الملكى من أجل بناء مصر أفضل، سيقبلون بوصاية الاخوان، وبأن تعرض كل قراراتهم على مكتب الإرشاد لإقرارها والموافقة عليها ؟وكان منطقيا أن ترفض القيادة اليوليوية هذه الوصاية، فقرر الاخوان الاصطدام بالسلطة، فتحالفوا مع عناصر من هذه القيادة ومع قوى سياسية، لتأليب الشارع المصرى، وتنظيم مظاهرات معادية، وبلغت الأخطاء ذروتها بالأقدام على محاولة اغتيال جمال عبد الناصر. وترد السلطة بقوة وقسوة.وكان السؤال الرئيسى، لماذا لم يستفيدوا من درس الصدام السابق مع سلطة النظام الملكى ؟ وهل تصوروا أن قبضة السلطة اليوليوية ستكون أضعف من قبضة النظام الملكى ؟وبحماقة لا نظير لها، عادوا للاصطدام بالسلطة اليوليوية فى منتصف ستينيات القرن الماضى. ولا يمكن لمراقب أن يتصور أن القيادة الإخوانية كان أمامها أي فرصة للفوز فى هذا الصدام.وبعد إنهاء حكم الإخوان بثورة 30 يونيو 2013، ينضم هؤلاء الخاسرون إلى طابور الارهابيين.&

وأكدت السلطة فى مصر من جديد قدرتها على مواجهة الجماعات والقوى الارهابية، وهزيمتها وكسر إرادتها وإحباط مخططاتها.&

وبعد ما انتهت إليه حركة الأحداث فى مصر بإزاحة الإخوان من مقاعد الحكم والسلطة، قررت القيادة الاخوانية الاصطدام بالسلطة فى جميع المجالات، أى خوض حرب وجود ضد النظام المصرى مستعينة فى ذلك بأعداء مصر من القوى الاقليمية وبالقوى الدولية التى عملت وتعمل لتطويع الإرادة المصرية. هذه القيادة، يملأها الحقد للسلطة وللناس، وتستند إلى موارد مالية هائلة من مواردها ومن دعم الآخرين، والى كوادر مدربة وأعداد كبيرة من الارهابيين ومستفيدة من عناصر نائمة تنتشر فى جنبات الإدارة المصرية بما فى ذلك الإدارات الرئيسية والمؤثرة.

&وبمثل هذه العناصر، قررت الجماعة خوض الحرب ضد مصر دون أن تنظر إلى الخلف للاستفادة من تجارب الماضى. وهذه الموجة الارهابية الجديدة مرشحة للاستمرار لفترة قد تطول.

&