هاشم عبده هاشم

&&•• يبدو لي أن مستقبل العلاقات الأميركية - الخليجية بحاجة إلى جهود خارقة وغير عادية لاسترداد الثقة بين الطرفين، وعودة الشراكة الكاملة والتعاون الشامل تحقيقاً للاستقرار المنشود بمنطقة الشرق الأوسط.. وتجنباً للمزيد من الانهيارات الحادة.. وترسيخاً لمبدأ الاعتماد المتبادل بين الاصدقاء والشركاء.. وتعميقاً للصداقة الحقيقية والراسخة ايضاً..

&•• فقد شعرت كمراقب بان الوقت مازال مبكراً للحكم على مستقبل هذه العلاقة بعد قمة الخميس بين قادة دول المجلس والرئيس الأميركي لسببين هما:

&• أولاً: ان الادارة الامريكية الحالية بدت وكأنها غير قادرة.. وربما غير راغبة في تقديم التزامات واضحة ومواقف محددة.. من شأنها ان تغير نمط السياسات الحالية في التعاطي مع قضايا الاقليم المعقدة في سورية واليمن والعراق وليبيا والصومال.. وغيرها بحكم اقتراب انتهاء فترة عملها في البيت الأبيض.. وربما في ظل قناعات ما زالت راسخة عندها بان المنطقة لا بد وان تشهد تغييرات واسعة وعريضة استكمالا للرؤية التي تجسدت امام الجميع منذ تسلم الادارة الحالية لمسؤولياتها تحت القبة البيضاء.. وذلك يعني بالضرورة ويؤكد ان الاشهر القادمة قد تشهد مزيدا من الاضطرابات.. والتوترات.. والقلاقل.. وربما الأحداث الجوهرية.. والمربكة للمنطقة على أكثر من صعيد.. وبالذات على الصعيدين الأمني والاقتصادي.

&• ثانياً: ان دول الخليج العربي الست – في ظل العامل السابق – بدت غير متفائلة كثيراً بجدوى الوصول إلى اتفاقات جوهرية مع ادارة لا تبدو قادرة او راغبة في إحداث تغيير على السياسات التي اورثتنا اوضاعا مأزومة في اليمن وسورية والعراق وليبيا.. وأعطت الفرصة لقوى أخرى بان تستغل هذا الفراغ وتستثمره بصور مختلفة.

&•• وفي أحسن الأحوال.. فان كل شيء سيكون مؤجلا الى أن تأتي ادارة اميركية جديدة الى البيت الابيض.. وفي ضوء ذلك تتحدد الكثير من الأمور بصورة أشد وضوحاً.. وهذا يعني ان مستقبل العلاقات الخليجية لن تتحدد معالمه قبل ان نرى من سيدخل البيت الأبيض.. ونرى مع إدارته الجديدة.. نتيجة المراجعة للسياسات الحالية.. ونتعرف على مدى حرص اميركا على استمرار شراكتها التاريخية معنا على اسس واضحة ومطمئنة وراعية لمصالحنا وحقوقنا الخليجية والعربية معها بنفس الدرجة التي نحن حريصون (جدا) على حفظ ورعاية مصالحها معنا.

&•• وهنا يصبح السؤال هو:

&•• كيف ستتعامل معنا أميركا خلال الأشهر السبعة القادمة ومع قضايانا الحيوية..؟ وكيف سنتصرَّف نحن كخليجيين وعرب مع مختلف التطورات وكافة الاحتمالات؟

&•• الاجابة – باختصار شديد للغاية - هي ان الفترة القادمة – كما يبدو لي – ستكون صعبة للغاية.. وان علينا ان نكون في غاية الحرص والحذر والتنبه والاستعداد بكفاءة عالية.. ويقظة متناهية.. وتماسك أشد من الداخل الخليجي أكثر من أي وقت مضى لمواجهة الكثير من الأخطار الحقيقية.. وفي نفس الوقت ان نعمل على بناء انفسنا.. وتوظيف مواردنا.. وتنميتها.. وتعزيز اللحمة بين شعوبنا وقادتنا.. وان نُعيد بناء خليجنا على أساس المصير المشترك الذي يجمعنا في النهاية بعيداً عن أي اوهام أخرى.. حتى يكون وضعنا أفضل في التعامل مع المرحلة ومع الإدارة الأميركية الجديدة القادمة.. وكذلك مع الأطراف الإقليمية أو الدولية الأخرى.. ولا نكون عُرضة لأي تهديدات جديدة لن تكون سهلة علينا هذه المرة إذا نحن لم نكن في مركز قوة كافية.. وتجانس أكبر.