&محمد الطميحي

الجميع في ترقب دائم للإعلان عن الرؤية المستقبلية للمملكة 2030، وباستثناء ما صدر من ترجمات لما جاء في المقابلتين اللتين أجرتهما شبكة بلومبيرغ مع الأمير محمد بن سلمان في الثلاثين من مارس الماضي والرابع عشر من إبريل الجاري فإن ما يدور عن تفاصيل وأركان هذه الرؤية يبقى مجرد تكهنات لا ترقى حتى لمستوى تسريبات خاصة في الجانب الداخلي لهذه الرؤية.

كصحفي أعمل في أكبر شبكة تلفزيونية عربية، وأكتب في واحدة من أوسع وأكثر الصحف السعودية انتشاراً، أشعر بالكثير من الغيرة لتمكن بلومبيرغ من الحصول على هذا السبق مرتين، ولا أبالغ إن قلت بأن محطات عالمية أكثر شهرة وتخصصاً كانت تسعى للحصول على دقائق محدودة من وقت الأمير محمد المليء بالمشاغل المحلية والدولية، ولكن من المنصف الإشادة بطريقة إدارة الشبكة للحوار، والجرأة في طرح العديد من الأسئلة.

مكانة المملكة أعطت بعداً دولياً لهذا اللقاء بجزئيه، فتركز على مرحلة ما بعد النفط، وأسهم أرامكو، وصندوق الاستثمار المرتقب وغيرها من المواضيع الاقتصادية.

يبقى الإنسان هو محور التنمية ونقطة التحول التي تمثلها الرؤية المستقبلية، فهو الاستثمار الأمثل والأكثر مردوداً، كما أن تأهيله لكي يكون قادراً على فهم وتطبيق هذه الاستراتيجيات هو ما سيضمن نجاحها.

هناك تخوف حقيقي من تأثير هذا التحول على دخلنا وبيئتنا وثقافتنا وأسلوب حياتنا، إلا أن الخوف الأكبر هو غياب خارطة طريق فعالة لمواجهة التحديات المستقبلية مهما بلغت تعقيداتها، وعند الحديث عن الفعالية لا بد من أخذ الدروس والعبر من عشرات الخطط السابقة التي لم تحقق أهدافها بالشكل المطلوب وعلى رأسها الاستغناء التدريجي عن النفط كمصدر رئيسي للدخل.

يوم واحد فقط يفصلنا عن الإعلان عن رؤية المملكة 2030، وهو بلا شك يوم مفصلي وتاريخي ليس بالنسبة لنا وحدنا بل لكل العالم الذي ستتوجه أنظاره إلى الرياض غداً بانتظار الإعلان المرتقب الذي سيتضح معه مدى جهوزيتنا واستعدادنا للتحول الوطني في الطريق إلى المستقبل.