&

&سركيس نعوم&

قوّم الديبلوماسي السابق المهم نفسه والمتقاعد منذ سنوات بعد تعاطيه و"إدارته" المهمة إياها داخل الادارة الأميركية مع التطورات العربية، وبعضها حصل منذ عقود، قال: "في رأيي عمل الروس جيّداً في سوريا. إذ فيها نحو خمسة آلاف روسي يحاربون مع التنظيمات الإسلامية المقاتلة على أرضها. وهم سيخربون روسيا عند عودتهم إليها إذا عادوا. طبعاً أنا لا أؤيد ما فعلته روسيا في أوكرانيا. لكن في سوريا حاولت أن تحمي مصالحها". ماذا عن العراق؟ سألتُ. أجاب: "رئيس الحكومة حيدر العبادي أفضل من المالكي رئيسها السابق. لكنه ضعيف ولا يتجرّأ على تحدّي إيران وحلفائها داخل طائفته الشيعية". علّقت: في رأيي بدأ العراق يأخذ "شكله" النهائي. إمّا تقسيم بدولة كردية وأخرى سنية وثالثة شيعية، وإما فيديرالية أو كونفيديرية بثلاثة كانتونات. لكن حسم هذا الأمر لم يحصل بعد. لا تزال إيران تقاتل وحلفاؤها أيضاً. وهي ربما تحاول الوصول الى الرقّة أو الى وصل الحدود البرية العراقية والسورية. وذلك أمر ليس سهلاً رغم أن ملامحه ربما بدأت ترتسم. تحرير الموصل يحتاج الى أميركا وهي لن تُقدم على ما يؤمِّن مصلحة إيران وفريق عراقي واحد. وإذا شعرت بخطرها فإنها ستقود حملة من العشائر السنية المختلفة مع حكومة بغداد و"الجنوب" لتحرير الموصل وأخرى من الفصائل المعتدلة المعارضة للأسد لتحرير الرقّة. وقد يفتح ذلك الباب أمام نشوء كيان سنّي عراقي – سوري. علماً أن ذلك لا يزال سابقاً لأوانه".

انتقل الديبلوماسي السابق المتقاعد الى موضوع آخر بسؤاله الآتي: "هل تعرف لماذا ألغى نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل زيارته الأخيرة لواشنطن في (أثناء زيارتي لها)؟"، ثم أجاب: "السبب الذي يعطيه الإسرائيليون هو أن قريبين منه نصحوه بالعدول عن القيام بها لأنها ستعتبر تدخلاً في انتخابات الرئاسة الأميركية. وهو لم يُشفَ بعد من تدخله المباشر فيها ضد الرئيس باراك أوباما يوم خاضها للحصول على ولاية رئاسية ثانية قبل ثلاث سنوات وبضعة أشهر، ولا سيما بعد فشله في تحقيق هدفه. لكن هناك سبباً آخر قد لا يقلّ أهمية هو أن قسماً مهماً من يهود أميركا لم يعد مؤمناً بنتنياهو. طبعاً لا يزالون كلهم مع دولة إسرائيل ويرفضون وقف تقديم الدعم والمساعدات لها. لكنهم يعتبرون أن وضعها سيبقى صعباً باستمرار قيادة نتنياهو لها. هم يحبّون إسرائيل التي يفتخرون بها. أي الديموقراطية التي تنفّذ القوانين ولا تعتدي على حقوق مواطنيها عرباً وإسرائيليين، والتي تؤمن فعلاً بالعمل لحل بقبول من الجميع. هذا الأمر لا يجدونه في إسرائيل نتنياهو".

ماذا عن الأكراد؟ سألتُ. أجاب: "الأكراد في العراق سيستمرون في التهديد بإعلان دولتهم، لكن أميركا لا تنصحهم بذلك على الأقل حتى الآن. علماً أن العراقيين غير الأكراد وخصوصاً الحكم الشيعي لا يمانعون في دولة كردية. إذ بذلك يتوقّف دفع نسبة الـ17 في المئة لهم من عائدات النفط. وهي نسبة يحتاجون إليها هم بعد الهبوط المريع لأسعار النفط وتوقف شركات النفط ومنها "إكسون" (EXON) عن التنقيب عنه في كردستان العراق لأنه مكلف وغير ربّيح. لو كان سعر البرميل منه لا يزال كما كان أي 100 دولار لكان الاستمرار ممكناً. لكنه ليس كذلك، ولن يعود قريباً الى هذا المستوى".

ماذا في جعبة مسؤول مهم سابقاً في "الإدارة" المهمة نفسها داخل الإدارة الأميركية يتعاطى حالياً مع القضايا الإنسانية السياسية التي يعانيها الناس في المنطقة جراء ما يحدث فيها منذ الربيع العربي لا بل منذ إطاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بل أيضاً منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران؟

بدأ اللقاء بالقول: "الـMIK أي "مجاهدو خلق" الإيرانيون لم يعودوا مدرجين على لائحة الارهاب في أميركا. والآن نحن نعمل لمساعدة الذين يريدون الهجرة الى أميركا لكي يقوموا بذلك. الطريقة الأفضل للمساعدة قد تكون باقرار الكونغرس الأميركي مشروع قانون بمفعول رجعي يتناول المدة الطويلة التي كانوا مصنفين في أثنائها إرهابيين داخل أميركا، لكن تنفيذه صعب بل بالغ الصعوبة. ذلك أن وزارة الأمن الداخلي (Home Land Security) لا تُسهّل إعطاءهم تأشيرات دخول رغم عدم ثبوت قيامهم بأي عمل إرهابي". سألته رأيه في مواقف روسيا والصين وإيران وفي تصرفاتهم وسياساتهم؟ أجاب: الصين وروسيا وإيران تعتمد كلها طريقة واحدة في التعامل مع العالم وهي الابتزاز".

هل أيّدت الاتفاق النووي بين المجموعة الدولية 5+1 وإيران؟ سألتُ. بماذا أجاب.