أشرف الهور

& استبق الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عقد الجلسة الثالثة والأخيرة من حوار المصالحة مع حركة فتح، في العاصمة القطرية الدوحة، بالرد عما يدور في ما وصفها بـ «الغرف المظلمة» من نقاشات.

وقال أبو مرزوق في تدوينة على صفحته على موقع «فيسبوك» إنه «لا يمكن تمتين الوحدة الجغرافية بين الضفة والقطاع عبر حصار غزة، ومنع أهلها من السفر، وتواصلهم مع العالم الخارجي».

وأضاف أنه لا يمكن فرض الوحدة الجغرافية بين الضفة والقطاع «عبر سياسات عقابية ضد الأهل في غزة»، إضافة إلى أنه لا يمكن فرض الوحدة الجغرافية بين الضفة والقطاع «بقهر أهالي غزة، وتعذيبهم، وإغراقهم في البطالة ومشاكل الكهرباء ورواتب الموظفين».

وكان أبو مرزوق بذلك يؤكد على أن حماس تريد ضمن مخطط إنهاء الانقسام السياسي وعقد المصالحة، حل مشاكل قطاع غزة بشكل كامل، خاصة وأن القطاع يعاني من الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو عشر سنوات، وطال كل مناحي الحياة.

وأكد أن قضية الميناء والمطار «لم تكن اختراعاً حمساوياً»، وتطالب حركة حماس بوجود مطار وميناء في قطاع غزة، بهدف التغلب على الحصار الإسرائيلي. وقال «كان هناك مطار، وإنه عقاباً لقطاع غزة تم تدميره، ووضع حجر الأساس للميناء الذي كان موجوداً قبل الاحتلال، لافتا إلى أن كل المشاريع الإقليمية تحدثت عن ميناء في غزة يربط الضفة الغربية والأردن بالبحر الأبيض المتوسط.

وفي هذا السياق بعث القيادي في حركة حماس برسائل طمأنة لحركة فتح، التي ترى أن مخطط المطار والميناء في هذا الوقت، يعمل على تكريس الانقسام، فقال «لا يمكن أن يكون المطار أو الميناء أو كلاهما أدوات لفصل غزة عن الضفة».

وشدد على أن حماس ترى أنه «لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة»، مشيرا إلى أن حماس «مصرة على المصالحة والوحدة الوطنية، على الرغم من كل العقبات التي تضعها فتح، وصولاً لهذا الهدف».

وأشار إلى أنه «لا يمكن للفكرة ذاتها إذا طرحت من فتح كما حصل في تفاهمات وقف إطلاق النار أن تصبح وطنية، وإذا خرجت من غيرهم تصبح ضبابية ومشبوهة».

وقال مدافعا عن مطالب حماس بوجود ميناء في غزة «نعم الميناء يسعد أهلنا في قطاع غزة، ويرفع عنهم الأغلال الموضوعة في رقابهم، ولهذا لا نجد في شعبنا من يرفض الفكرة، لا لعمل إمارة أو دولة، ولا للانفصال عن الضفة، ولا لترك مشروعهم الوطني في تحرير أرضهم وعودتهم إلى مدنهم وقراهم، ولكن لممارسة حق إنساني تنكر له الجميع».

وكانت حركة فتح قد هاجمت ما كشف عنه من تفاهمات تركية إسرائيلية حول إقامة ميناء عائم في غزة، يربط القطاع بجزيرة قبرص التركية.

وقال أبو مرزوق في ذلك مدافعا عن تركيا، ومنتقدا ما وجه إليها من اتهامات «ما هو المطمع التركي والقطري بوجود ميناء في غزة.. ولكنها المصالح الضيقة والحسابات الذاتية التي تبحث عن المبررات وليس عن المصالح الحقيقية والمعتبرة». وأضاف «أستطيع أن أقول إن هناك مليوني فلسطيني يعيشون في حصار منذ 10 سنوات.. استفتوهم». وختم حديثه يتساءل «هل الميناء مطلب شعبي، أم مطلب حمساوي؟».

يشار إلى أن حركتي فتح وحماس تستعدان لعقد جلسة ثالثة من الحوار في العاصمة القطرية الدوحة، يعتقد أن تكون الأخيرة بين الطرفين، في أعقاب جلستين سابقتين، ناقشتا حل الملفات الخلافية بين الطرفين. وتجري مشاورات للاتفاق على موعد نهائي.

وأعلنت الحركتان أن هناك ملفات خلافية لا تزال تهيمن على النقاش، أبرزها برنامج حكومة الوحدة الوطنية، إذ تطلب حركة فتح أن يكون برنامج الحكومة هو ذات برنامج منظمة التحرير، وهو أمر ترفضه حركة حماس، وتطالب أن يكون برنامجها هو برنامج التوافق الوطني.

كذلك لا يزال الخلاف قائما بين الطرفين حول مشكلة موظفي قطاع غزة الذين عينتهم حركة حماس بعد سيطرتها على غزة. وتؤكد حماس أنه لا يمكن حل الانقسام، دون أن يتم الاعتراف من قبل السلطة بهؤلاء الموظفين، ومعاملتهم بشكل رسمي، في حين تقول فتح إن ذلك يحتاج إلى بحث من قبل لجنة مختصة تحدد الأوليات.

وكان الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس الذي شارك في الاجتماع الثاني، قال إن هناك «قضايا عالقة» لم يتم التوصل لاتفاق حولها، وإنها تنذر بانهيار أي اتفاق.

وأضاف «ما لم يكن هناك قرار وإرادة تؤكد أن هؤلاء الموظفين يتبعون للسلطة، فإن أي اتفاق سينهار».

وفي وقت سابق قال عزام الأحمد، رئيس وفد حركة فتح للمصالحة إن سويسرا تتحرك لحل قضية موظفي غزة لإزالة العقبات أمام تنفيذ المصالحة الوطنية. وأكد أن قضية الموظفين تحتاج إلى إمكانيات مادية لا تستطيع السلطة توفيرها لحل هذه الإشكالية.

وأضاف في تعقيبه على الاجتماع القادم «ربما يكون اللقاء الثالث هو النهائي لهذه الجهود، ونأمل أن تزال العقبات لأن الجميع يمتلك إرادة لحسم هذا الموضوع».

وكان مسؤولون قد أكدوا أنه في حال نجاح اللقاء في حل المسائل العالقة، فإن الرئيس محمود عباس سيحضر إلى الدوحة، لحضور توقيع الاتفاق وسيعقد اجتماعا مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

&