&محمد صالح السبتي

&هذه مجموعة أسئلة منطقية تدور في بالي منذ فترة طويلة عن الحالة السياسية الكويتية التي أصبحت أشبه بلعبة "الدومنة" حينما تقفل أحجارها على "اللا شيء" فلا يستطيع وقتها أي لاعب أن يفعل شيئا لأنه لا يملك حجراً يوافق رقم الحجر في ساحة اللعب، وقبل أن أطرح هذه الأسئلة أقدم لها بعدة حقائق أخالها مسلّماً بها بيننا وتترتب عليها نتائج مهمة، أولى هذه المقدمات أننا ومنذ الستينيات، ونحن نعيش الخلافات نفسها تماما، فالمسألة لا تعدو أن تكون خلافا على تفسير بعض مواد الدستور أو وصول المحاسبة والمراقبة لشدتها أو لبعض الخطوط الحمراء، ويتم بعدها حل مجلس الأمة لنعاود الكرّة مرة أخرى. كل خلافاتنا السياسية هذا مناطها منذ عقود.

وثاني هذه المقدمات أن الأجيال المتعاقبة تناقش ذات القضايا وتراهن على وجود حلول لها، هذه حالنا على مر قرابة أربعة أجيال إلى الآن! المقدمة الثالثة أنه حتى أطروحات التجمعات السياسية والمرشحين في كل هذه الحقب الزمنية لم تتغير أبدا، فتجدها واحدة تتكرر وردة فعل الحكومة عليها أيضا واحدة! وآخر هذه المقدمات أن المتفق عليه بعد التجربة أن هذا النظام الديمقراطي لن يصلح إلا إذا تعاونت الحكومة وأصبحت راغبة في الإصلاح الفعلي، أما إن لم ترغب فلن يصلح هذا النظام الديمقراطي حالنا!

إذا كانت هذه المقدمات واضحة في ذهن أي متابع فالأسئلة المنطقية هي: ما الحل إذا لم تتعاون الحكومة أو إذا لم تبد أي تحرك نحو الإصلاح؟ هل هناك حل وفق هذا النظام الديمقراطي الذي نمارسه وما هو؟ أم أن المسألة لا تعدو أن تكون محاولة لتخفيف الضرر والمراقبة والوجود في المشهد السياسي فقط، أما النتائج فمحسومة لمصلحة الحكومة دائما؟

هل الحل في التعديل الدستوري بحيث تشكل الحكومة من الأغلبية الفائزة في البرلمان، وهم من يرأسها وألا يكون لأحد حق حل مجلس الأمة؟ فإن كان هذا فما قواعد هذا التعديل ومتطلباته كوجود أحزاب سياسية وموافقة من تجب موافقته على تعديل الدستور، وما طريقته؟ وكيف يكون؟ وإذا تم رفض تعديل الدستور فما الحل؟

هل هذا التعديل يضمن الإصلاح؟ ومن يضمن أن الأحزاب تأخذ البلاد إلى الإصلاح دون مخاطر أو قد تكون طائفية قبلية؟ وهل هناك مثال واقعي في دول مماثلة لنا نجحت بمثل هذه التجربة. أقول مماثلة لنا؟ وهل من الممكن أن تكون لهذه الأحزاب الحاكمة قرارات عشوائية أو مصلحية تؤدي إلى هلاك المجتمع؟ وحتى تتشكل هذه الأحزاب وتحكم، نحتاج لوعي سياسي عند العموم، هل الشعوب اليوم واعية؟ لك أن تنظر كيف يتم الانتخاب وأسسه وانظر فقط لأساليب وكيفية النقد السياسي لنعرف مدى الوعي عندنا! في ظل عدم الوعي كيف ستكون الصورة؟

هل الوعي "السياسي" مطلوب للمجتمع بدرجة أنه يصبح مؤثرا لاختيار حزب حاكم؟ ألا يؤثر هذا الوعي والانشغال السياسي في المجتمعات سلبا بحيث إنها تسيس وتنشغل عن كل شيء؟ هل الوعي السياسي للمجتمعات بهذه الصورة مطلوب أم أنه خطر عليها؟

هل نحن نعيش أفضل نظام حاكم رغم كل الإخفاقات وسوء الأداء الحكومي، وأن هناك افتتانا في النظم الغربية؟ في الغرب أليست هناك أحزاب حاكمة غالبا لا تتعدى الاثنين هي التي تسيطر على الحكم فيها؟ أنظمة الغرب صالحة أم فاسدة؟ وما درجة الفساد فيها ماليا وسياسيا؟ ولماذا تتنافس هذه الأحزاب في الغرب على الحكم وتنفق المليارات من أجل الوصول إليه والاستمرار فيه؟ هل هذا كله خدمة وطنية؟ ومن يتحمل كل هذه الإنفاقات على الانتخابات ومن يمولها؟ أليست هناك مصالح مالية لهذه الأحزاب؟

أجوبة هذه الأسئلة قد تكون واضحة جدا، وقد تكون محيرة جداً وقد توقعك في إحساس المرارة بين ما نتمناه وما هو مفروض علينا بحكم الوقع والمقومات.

في النهاية: هل الديمقراطية مجرد وهم وتمثيل؟