&عبدالله بن عبدالمحسن الفرج

&كنا يوم الاثنين الماضي كلنا محمد بن سلمان. فهذه الطلعة الشابة الطموحة التي تتدفق حيوية ونشاطا لا يمكن أن تترك أحدا بحيادية. لقد انتظرناه وانتظرنا رؤيته المستقبلية بشغف وفضول، وكما لو أن كل واحد منا كان على موعد مع هدية ثمينة يريد أن يعرف ما هي. فهذه الهمة والتوثب والعزيمة التي تذكر بجده تشكل البداية، ان شاء الله، لانطلاقة ناجحة مثلما شكلت الأساس للثقة الملكية التي أصدرت توجيهاتها للأمير محمد برسم «رؤية المملكة» لتكون بلادنا نموذجاً للعالم.

أن صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد لا يمثل أمل الشباب السعودي وحدهم بل وأمل أبائهم وأمهاتهم. أنه أمل لنا جميعاً. فنحن الذين عشنا في أمان واستقرار يهمنا أن نطمئن إلى أن بناتنا وأبناءنا سوف ينعمون بهما أيضاً ويساهمون مع الأمير محمد في تحول بلدنا وجعله نموذجاً يُدرس ويقتدي به الآخرون.

ولهذا فنحن نخاف ونخشى من العقبات التي سوف تصطدم بها برامج وطموحات الأمير الشاب. وهذه الخشية ليست من فراغ. فهناك بالفعل الكثير من المعوقات التي قد يشكل بعضها خطرا لا يستهان به. وعلى رأسها يأتي النسيج الاجتماعي والبيئة الاجتماعية التي أشار إليها سمو ولي ولي العهد عندما سئل في المؤتمر الصحفي عن إمكانية السماح للمرأة بقيادة السيارة. وهذا ليس هو الموضوع الوحيد ولا المسألة الاستثنائية المفردة التي لا يتقبلها المجتمع. فالقائمة طويلة كانت بدايتها رفض الراديو في عهد المؤسس ومن ثم تبعت بقية الممنوعات التي نعرفها.

ويكفينا هنا أن ننظر إلى أزمة العقار والسياحة فقط لنرى النتائج السلبية. فهذان القطاعان غير النفطيين لم يتمكنا من التطور بشكل موازٍ للطلب نتيجة عدم تقبل المجتمع للكثير من المكونات التي يعتمدان عليها. فالعقار ما كان له أن يتحول إلى مشكلة وفيما بعد إلى أزمة لو لا المعوقات التي كانت تعترض نشاط شركات التطوير والتمويل العقاري. فهذه الشركات لو سمح لها بالعمل قبل 30 عاماً لما واجهنا الآن أزمة بهذا الحجم. كذلك فإن قطاع الترفيه والتسلية والسياحة لا يزال دون الطموحات والآمال. فهذا القطاع الحساس تنخفض جدواه الاقتصادية ما لم يتم التعامل معه كصناعة متكاملة. ففي الأسبوع الماضي أقدم شبابنا في الدمام على ارتداء ملابس الصيف الأجنبية بعد أن ضاقوا بالرطوبة والحرارة وأخذهم فرط الحماس إلى القيام بما قاموا به. الأمر الذي قد يعرضهم للسجن مدة تصل إلى 5 أعوام وغرامة عند 3 ملايين ريال. ولكن، من ناحية أخرى، هناك خشية أن يفسر السياح الأجانب الأمر، ومن ضمنهم شباب دول مجلس التعاون، باعتباره جرس انذار بأن عليهم أن لا يأتوا إلينا في فصل الصيف. لأن هؤلاء مثلما نعلم يفضلون في هذا الفصل القائظ ارتداء ما قل من الملابس وخف منها.

ورغم ذلك فإن هناك ثقة بأن تطلُع بلدنا للعلا والتقدم سوف لن يتم إيقافه هذه المرة. فالرؤية المستقبلية قد تحولت بعد مصادقة مجلس الوزراء عليها يوم الاثنين الماضي إلى برنامج للبلد بكاملة. وإن الأوامر واضحة لكل الوزارات والأجهزة الحكومية -كل فيما يخصه-باتخاذ ما يلزم لتنفيذ هذه الرؤية التي سوف تحولنا إن شاء الله إلى نمر اقتصادي.