&جاسر عبدالعزيز الجاسر

منذ عهد إمبراطور الفرس، وحلم الوصول إلى المياه الدافئة ويقصدون البحر الأبيض، والفرس وبكل العهود يسعون لتحقيق ذلك، وبعد سيطرة ملالي إيران على السلطة وظفوا الانتماء الطائفي لتحقيق الحلم العرقي، إذ وضعوا أتباعهم من الشيعة الصفوية في خدمة طموحات الفرس، وفي طهران رفع أتباع خميني ومن بعده ورثته، وصولاً إلى خامنئي شعار الهلال الشيعي الذي يخفي رغبته في التمدد الفارسي بهوية صفوية، بدأ أتباع مذهب ولاية الفقيه في تنفيذها بدءا بالعراق الذي اجتاحته مليشيات الصفويين التي يقودها ضباط من الحرس الثوري الفارسي وإن حملوا وثائق عربية، ومنهم عميد الحرس هادي العامري الذي يقود مليشيات الحشد الشعبي العراقي الذي يقود هذه المليشيات لتنفيذ مخططات الفرس بتحويل العراقي إلى

«قنطرة» تربط قم بدمشق، وبعد أن كانت العراق الجبهة الشرقية لصد موجات الغزو الفارسية أصبحت ممراً لغزوات الفرس الصفوية، ولكي يتم ربط ولاية الشام بإمبراطورية ولاية الفقيه التي وضعها بشار الأسد تحت تصرف الطائفيين العنصريين كان لا بد من فتح طريق يكون جسراً برياً يكمل تقوس الهلال الفارسي الصفوي، ومع أن العراق الذي يخضع أغلبه للهيمنة الفارسية من خلال سيطرة المليشيات الطائفية، إلا أن الطريق ليس ممهداً تماماً نحو الأراضي السورية، إذ تعترض المحافظات العربية السنية بدءًا من سامراء والفلوجة والرمادي وصلاح الدين والموصل ذلك الطريق، والفرس وعملاؤهم يعرفون مدى قوة أبناء تلك المحافظات وقدرتهم على اعتراض توجههم إلى سورية مهما حشدوا من قوات ومهما تخلى العرب الآخرون عن دعم عرب المحافظات السنية، ولذلك اتجهوا إلى الحلقة الأضعف التي تمثلت في بعض الثغرات في الشمال العراقي الذي تتواصل أراضيه مع أراضي سوريا التي يمكن توظيفها للربط مع أراضي إيران، وكالعادة جرى توظيف أتباع المذهب وهذه المرة من المكون التركماني، فالمعروف أن أقلية من التركمان يتبعون المذهب الشيعي، وبعضهم جرى استقطابهم وجعلهم تابعين لتيار ولاية الفقيه ويصبحون كتلة طائفية تواجه أشقاءهم من تركمان السنة، مثلما فعلوا مع صفويي الشيعة العرب مع أشقائهم السنة العرب ولتحقيق هذا المخطط الطائفي اتجهت بوصلة مليشيات ولاية الفقيه التي يقودها في العراق والمنضوية تحت لواء الحشد الشيعي صوب قضاء طوزخورماتو، وهذا القضاء الذي يتبع محافظة صلاح الدين الذي يعد ممراً للغزاة الإيرانيين القادمة من الخاصرة الشرقية وسط العراق وبالتحديد من محافظة ميسان الكوت، مروراً بناحية سلمان باك التي احتلها الحشد الشيعي بعد أن رحل أهلها من السنة العرب التي تقع على مشارف بغداد ومنها إلى طوزخورماتو، الذي يتقاسم السيطرة عليه عناصر البيشمركة الكردية ومليشيات الحشد الشيعي التي تضم بعض التركمان الشيعة ومليشيات تابعة لهادي العامري وعناصر من حزب الشيطان اللبناني حزب حسن نصر الله، وبعد أن شعر قادة البيشمركة الكردية بأن الحشد الشيعي يسعى للسيطرة على طوزخورماتو حاولوا مواجهة المليشيات الشيعية مما أشعل معارك دامية دفعت قيادة فيلق القدس الإرهابي الذي يدير عمليات التوسع واحتلال الأراضي العربية إلى إرسال تعزيزات تمثلت في توجيه سبع شاحنات كبيرة تحمل عشرات الأطنان من العتاد الخفيف والثقل من منفذ مهران الحدودي إلى داخل الأراضي العراقية في محافظة الكوت بالتنسيق مع جهات رسمية في الحكومة العراقية التي تخضع لهيمنة «البيت الشيعي» وتضمّنت شاحنات فيلق القدس المرسلة إلى مليشيات الحشد الشيعي وحزب الشيطان اللبناني قذائف الآر بي جي والهاون والعبوات الناسفة وذخائر الدبابات والصواريخ والراجمات، إضافة إلى العتاد الخاص بالرشاشات، ورافق هذه الشاحنات عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الشيطان اللبناني، وقاد قافلة السلاح الإيراني أحد جنرالات الحرس الثوري الإيراني المدعو محمد رضا شهلابي الذي اصطحب معه عددا من ضباط الحرس الثوري وكانوا يركبون سيارات دفع رباعي في احتلال صارخ للعراق، فحين تصمت الحكومة العراقية ويجاهد الأكراد من أجل الحفاظ على طوزخورماتو، وهم أيضاً ليس هدفهم الحفاظ على السيادة العراقية العربية، بل يسعون إلى ضمه إلى محافظة كركوك التي يحلمون بضمها إلى إقليم كردستان العراق.