&عزة السبيعي&&

ضج المجتمع الأكاديمي في بريطانيا بعد نتائج دراسة أظهرت أن نسبة كبيرة من العاملين في تجارة الجنس هم من طلاب الجامعات، مبررين فعلهم ذلك بالحاجة بسبب ارتفاع المصاريف الجامعية.

هذا النوع من العمل ليس قطعاً ما تتوقع بريطانيا من شبابها المتعلم أن يشغله، لذا دارت نقاشات كبيرة لمعالجة أسباب ذلك، ومن بينها ما قاله أحد علماء النفس بأن الإنسان في سبيل تلبية حاجاته المادية خاصة عندما يفتقد الضروري منها يلجأ لأي شيء يجد له مبررا.

في العالم الغربي الذي لم يعد يرحب بالمسلمين كثيراً أصبح الارتداد عن الدين ورقة مربحة خاصة إذا أضاف إليها طالب اللجوء الأخطار التي قد تواجهه بمجرد الرجوع إلى بلاده مثل التحقيق والمحاكمة.

في الحقيقة قابلت عددا من المسلمين ارتدوا ومن بينهم عائلة، قالت لي الأم وهي تخفف علي هول الفاجعة إنه ارتداد شكلي لحين الحصول على "الباسبورت"، لذا منذ اللحظة التي قرأت خبر ارتداد الطالبة السعودية عن الإسلام وما دس بداخل الخبر في صحيفة Evening standards حول إيقاف الصرف عنها، أيقنت أن الطالبة هي مجرد غاضبة بسبب ظروف معينة باعت فيها دينها ووطنها.

خاصة مع إيقاف الصرف الذي واجهه عشرات الطلاب من الأقسام العلمية ما بين أكتوبر حتى فبراير بسبب رفض الملحقية دفع رسوم تسمى Research expenses وبعض الجامعات تسميها Bench feed.

لقد بقي الطلاب يعانون من إيقاف الصرف تقريبا 4 أشهر، ثم بعد تصميم الجامعات على موقفها دفعت الملحقية الرسوم وعاد الصرف خلال هذه الفترة، ولا أظن أن الملحقية انشغلت بسؤال: كيف يدبر هؤلاء الطلاب وأسرهم أمورهم المادية؟

لا أحد يعرف ما حدث لهذه المرتدة خلال أربعة أشهر، وكيف عانت طوال هذه المدة؟ وكيف قررت وزوجها اختلاق كذبة بناء مسجد ورفضهما دفع مصاريفه، والادعاء أن السفارة أو الملحقية تميز بين الطلاب بحسب معتقداتهم وتوجهاتهم الفكرية.

لكننا ولا شك نعرف أن أي قرار إداري يتم بمعزل عن قيمنا الإنسانية والسعودية وقبلها الإسلامية لن تكون آثاره محصورة فقط في ارتداد عن الإسلام للحصول على ورقة لجوء، بل ربما كان هناك ما هو أخطر.