&&آن الأوان ليصارح الحريري فرنجية وجعجع عون بوجوب اتخاذ قرار ينهي الأزمة الرئاسية

&

&اميل خوري& & & & &&

&يثبت "حزب الله" عند كل أزمة أنه هو المشكلة وهو الحل... فعند تكليف الرئيس تمام سلام قال الحزب لقوى 14 آذار متحدياً إن عليها الانتظار طويلاً لتشكيل الحكومة اذا ظلّت مصرة على شروطها... الى أن جاءت إشارة من إيران بعد مرور 11 شهراً على الأزمة الوزارية فتم تشكيلها بسحر ساحر، وكان لقوى 14 آذار فيها حقائب مهمة لأن ايران لا تعير اهتماماً لحكومة تستطيع أن تتحكم بقراراتها وحتى بمصيرها، بل يهمها الاستمرار في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية لأن انتخابه يعطل دور إيران السلبي. وفي الأزمة الرئاسية قال "حزب الله" إن الأزمة طويلة ولا مرشح له سوى العماد ميشال عون لا حباً به بل لأن باستمرار ترشيحه يستمر التعطيل. وما دامت إيران تؤكد أنها ستظل تسلح الحزب وتموله ليبقى هو الأقوى في لبنان، فأي دولة قوية يمكن أن تقوم فيه؟ فما العمل إذاً لسحب ورقة تعطيل جلسات الانتخابات الرئاسية من يد "حزب الله" ومن معه؟

يتساءل مسؤول كنسي: أما حان الوقت وقرب دخول الشغور الرئاسي سنته الثالثة، أن يكون لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع موقف حاسم من ترشيح العماد عون فيطلب منه النزول الى المجلس للانتخاب او الاتفاق على مرشح يستطيع الفوز بأكثرية الاصوات المطلوبة، وان يكون لزعيم "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري موقف حاسم أيضاً من ترشيح النائب سليمان فرنجية بأن يطلب منه ذلك لا أن يظل المرشحان عون وفرنجية يتغيبان عمداً عن جلسة الانتخاب والى أجل غير معروف تضامناً مع "حزب الله" وخدمة لأهداف إيران؟ إن هذا لم يعد معقولاً ولا مقبولاً وإلا تحمّل الحريري وجعجع مثل المقاطعين استمرار أزمة الشغور الرئاسي وتداعياتها على سير عجلة الدولة. فإذا كانت إيران جعلت أزمة تشكيل حكومة الرئيس سلام تدوم 11 شهراً كي تتدخل لحلها، فكم من الوقت ستجعل أزمة الشغور الرئاسي تدوم؟ هل الى ان تتفكك الدولة ويسقط النظام من تلقائه ومن شدة الهريان لتفرض الاتفاق على نظام جديد للبنان لا يتم التوصل اليه بسهولة فيظل لبنان في مهبّ الريح؟

لقد حان الوقت ليصارح الرئيس الحريري المرشح فرنجية والدكتور جعجع المرشح عون بوجوب اتخاذ قرار ينهي الأزمة الرئاسية، وإلا كيف يكون العماد عون متحالفاً مع جعجع ولا يكون موقفهما واحداً من أهم موضوع هو الانتخابات الرئاسية، وأن يظل المرشح فرنجية متضامناً مع "حزب الله" والرئيس الحريري يؤيّد ترشيحه ولا ينزل الى المجلس؟ الواقع أنه وضع شاذ لم يشهده لبنان في تاريخ الانتخابات الرئاسية، ولا خروج منه إلا بعقد اجتماع للأقطاب الموارنة الأربعة، أو بعقد اجتماع لكل القوى والفاعليات المسيحية للبحث عن حل لأزمة الشغور الرئاسي، وهي أزمة بات الجميع يتحمل مسؤولية استمرارها اذا لم يتخذ موقف حاسم وحازم منها. فمسؤولية ابقاء القرار في يد إيران من خلال "حزب الله" وجعل لبنان عند كل أزمة يواجهها ينتظر حل أزمات الآخرين هو انتظار قاتل.

لقد سبق لرئيس مؤسسة الانتربول الوزير السابق الياس المر أن دعا بعد مقابلته الرئيس نبيه بري، الى عدم المراهنة على الوقت لأن الأولويات الدولية والاقليمية هي: الأمن ومكافحة الإرهاب، والقطاع المصرفي والليرة والاستقرار النقدي، والمحافظة على الحكومة ورئيسها، والعمل التشريعي في ما يبقي لبنان، مالياً واقتصادياً على علاقة جيدة بالمجتمع الدولي.

فهل كتب للبنان أن يكون "التمديد" هو الحل كلما تعذّر التوافق على المواضيع المثيرة للخلاف، حتى وإن كان التمديد شراً لا بد منه خوفاً من فراغ هو أكثر شراً منه؟

إن سياسة انتقال لبنان من انتظار الى انتظار من دون أن يعرف ماذا ينتظره هي سياسة خطرة يجب الاقلاع عنها. فلبنان لم يحصل على استقلاله عام 1943 إلا بعد انتظار نتائج الصراع على النفوذ بين فرنسا وبريطانيا، وانتظر نتائج الصراع البريطاني - الاميركي لتنتهي أحداث 58 بالاتفاق على انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، وخلفه الرئيس شارل حلو بتوافق عربي ودولي كونه الشخص الرمادي بلونه السياسي في معركة الألوان السياسية. وانتظر لبنان نتائج الصراع الداخلي بانتخاب المرشح الوسطي النائب سليمان فرنجية (الجد) بصوت واحد، وانتظر نتائج تداعيات الاجتياح الاسرائيلي للجنوب وبلوغه العاصمة بيروت لانتخاب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية وخلفه بعد اغتياله شقيقه الشيخ أمين. وانتظر لبنان نتائج مؤتمر الطائف لانتخاب رينه معوض رئيساً وخلفه بعد اغتياله الرئيس الياس الهراوي. وانتظر نتائج مؤتمر الدوحة لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً ولا أحد يعرف أي نتائج ينتظر لانتخاب رئيس ينهي الشغور الذي شارف دخول سنته الثالثة.

وبين انتظار وانتظار لا أحد يعرف ماذا ينتظر دول المنطقة ولبنان منها!