&أمجد المنيف

المتابعون للانتخابات الأميركية بشكل عام، وفترة ترشح باراك أوباما الثانية على وجه الخصوص، يتذكرون جيداً كيف استخدم أوباما ملف "بن لادن" للفوز بفترة ثانية، واستخدم هذا المنجز - قتل زعيم تنظيم القاعدة - كأحد أهم عوامل النجاح، بل انه يكاد يكون العامل الأوحد، الذي كسب به تعاطف الكثير من الأميركيين.

ما حدث بالتحديد، أن الأميركيين كانوا يعولون عليه كثيراً، ويعتقدون أن لديه الكثير من الأشياء المماثلة لما فعله مع بن لادن، ليس شرطاً على الصعيد العسكري، لكنهم في الحقيقة خذلوا، واكتشفوا أنهم أمام رئيس آخر، متلون بالتصاريح، متذبذب القرارات، وغير مستقر في التوجهات أو التحالفات، بل ان هذا ما تيقنه العالم جميعا، وليس الأميركيين وحدهم، بعدما تراجعت "هيبة" أميركا عالمياً، بسبب إخفاقات إدارته.

وكمحصلة طبيعية، وامتدادا لإخفاقات هذه الإدارة، في آخر سنة تقريبا على وجه التحديد، تراجعت شعبية أوباما، وهذه حقائق مثبتة وفق تحليلات منشورة، وليست مجرد انطباعات، ما دفع به للقلق، رغم دنو مغادرته للبيت الأبيض، إلا أنه يحاول الخروج بأقل الخسائر، خاصة بعد موجات الانتقاد من قبل متنفذين في أوساط سياسية واقتصادية، بعضهم ممن عمل معه!

وكورقة أخيرة، وقديمة متجددة، لا زال يعتقد أوباما أن الحديث عن الغارة التي قتل فيها أسامة بن لادن تعد أمراً هاماً، في الوقت الحالي، يعيد له بعض الوهج والجماهيرية، متجاهلاً التحولات المتسارعة، مما دفع به للظهور تلفزيونياً والحديث عن هذا الأمر، مستخدماً بعض الشعارات التي يعتقد أنها "تدغدغ" مشاعر الأميركين، قائلا "آمل أن بن لادن فهم في تلك اللحظة أن الأميركيين لم ينسوا الثلاثة آلاف شخص تقريباً الذين قتلهم" في سبتمبر 2001.

الرئيس الأميركي، يبدو أخذ بنصيحة من مستشاري الاتصال حوله، ليقوم بمحاولة خلق سيناريو مؤثر، من خلال سرد التفاصيل، بعد خمسة أعوام، مضيفاً: "دخلنا القاعة حين كانت المروحيات على وشك الهبوط.. ورأينا أن إحدى المروحيات هوت أثناء الهبوط، والنبأ الجيد هو أنها لم تتحطم، وتمكن الرجال من الخروج منها والخبر السيئ أن المروحية أصيبت بأضرار".

وأخيراً.. فهو يعتقد أن حادثة بن لادن هي "اليوم الأهم" في فترة رئاسته، وهو حق مشروع له، وقد يكون محقاً، لكن ما لا يعلمه - ورغم أهمية مقتل بن لادن - أن يوم مغادرته الرئاسة يبدو أكثر أهمية، لدى كثيرين، من الشعب السوري على أقل تقدير! والسلام.