&سليمان بن عبد الله أبا الخيل

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

فإن منة الله على وطننا، ونعمه تتجدد وتتوالى، ولا يمر وقت أو زمن إلا ونرى له علينا فضلاً ومنة، وأعظم المنن توحيده سبحانه وإخلاص العبودية له ذلكم الأصل الأصيل والمكتسب العظيم وهو ما تميزت به هذه البلاد العزيزة والوطن الغالي المملكة العربية السعودية حرسها الله، ثم ما يتعلق بما أفاء الله علينا من الولاية الراشدة، والقيادة الحكيمة التي جعل الله قدرها أن تكون خادمة مقدساته، وتعتز بذلك وتفخر، بل وتجعل ذلك اللقب بديلاً عن ألقاب مستحقة، ليعبر هذا اللقب عن دولة تجعل خدمة الحرمين والمشاعر شرفاً ومسؤولية، تحقق ذلك واقعاً حياً حامية لحرماته، حافظة لحدوده، قائمة على نصرة دينه وشريعته، وقد شهدنا الأسبوع الماضي انطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث وافق مجلس الوزراء خلال جلسته التي عقدها يوم «الاثنين» 18-7-1437هـ برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وخصصت الجلسة للنظر في مشروع الرؤية التي وجه مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية برسمها، وأنجزها في وقت قياسي لتكون هدية دولة عظيمة لشعب وفي، في ظرف استثنائي، وتعبر هذه الرؤية عن طموحات قيادة وحلم شعب، وقد جاءت هذه الرؤية تعبيراً صادقاً عن حرص ولاة أمرنا -وفقهم الله وأيدهم- على التخطيط لخير أبناء مملكتنا الحبيبة على اختلاف مستوياتهم، وتنوع تخصصاتهم ودرجاتهم، ورسم الرؤى وتحديد الأولويات، والتطلع إلى أن تتبوأ هذه البلاد المباركة مكانها بين دول العالم الأول خلال مدة وجيزة، تحث الخطى وتستنهض الهمم إلى تلك الأهداف بسواعد أبنائها مستنيرة بقبس الهدى والنور من كتاب رب العباد وسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، كيف لا، وهي التي أُسست على تلك الثوابت وتمسكت بها منذ قرون، واعتبرتها ثوابتها التي لاتحيد عنها مهما تبدل الزمان، ولم تزل الدولة الإسلامية منذ عهد النبوة والخلفاء الراشدين دولة تطوير وتحديث، وإصلاح وتعزيز لكل ما لا يقوم الدين إلا به من أمر الدنيا، تجعل من الدين عماد مسيرتها وتأخذ من الجديد الذي لايتعارض مع النص والحكم ما ينهض بها وينظم أحوالها ويكمل واقعها، ولإمام المسلمين أن يجتهد فيما يحقق هذه الأهداف وهو مأجور على ذلك، وقد قرر ذلك العلماء، وبينوا أن ذلك من المهمات التي تتحقق بها قوة الدولة، واستغناؤها عن الأمم، وتفوقها، وتعظيم شأنها, وكلها مقاصد مرعية، وأسس واضحة، يقوشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «فإذا اجتهد الراعي في إصلاح دينهم ودنياهم بحسب الإمكان كان من أفضل أهل زمانه، وكان من أفضل المجاهدين في سبيل الله؛ فقد روي: {يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة}»، وإنما الإحسان إلى الرعية فعل ما ينفعهم في الدين والدنيا، ولو كرهه من كرهه، فإن الواجب على ولاة الأمور سياسة الناس بما يحقق مصالحهم في الدارين واتخاذ الوسائل التي تحقق تلك الأهداف، كتطوير مؤسسات الدولة وتحديث مرافقها وأنظمتها، واتخاذ ما ينفع من الوسائل ولو كانت مفضولة.

وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه العظيم إعلام الموقعين عن رب العالمين: (فصل في تغيير الفتوى، واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد.. وهذا فصل عظيم النفع جداً وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة أوجب من الحرج والمشقة وتكليف ما لا سبيل إليه ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي به; فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها; فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى البعث; فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل; فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقه، وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله -صلى الله عليه وسلم- أتم دلالة وأصدقها، وهي نوره الذي به أبصر المبصرون، وهداه الذي به اهتدى المهتدون، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل، وطريقه المستقيم الذي من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل).. وذكر على هذا أمثلة كثيرة فيما يتعلق بأمور الدنيا، وما يحقق المصالح وينفع الناس مما كان الأصل فيه الإباحة.

كما نص على ذلك الحافظ ابن حجر -رحمه الله- حيث أورد في فتح الباري «والذي يظهر من سيرة عمر-رحمه الله- في أمرائه الذين كان يؤمرهم في البلاد أنه كان لا يراعي الأفضل في الدين فقط، بل يضم إليه مزيد المعرفة بالسياسة مع اجتناب ما يخالف الشرع منها»، فإمام المسلمين له أن يسوس رعيته بما فيه إصلاحهم، ولو كان مفضولاً، ما لم يكن حرامًا، فمثل هذه الرؤى التي تنظر للمستقبل البعيد برؤية الخبير الذي يعتمد مواطن القوة، ومكامن التميز، ويتجاوز نقاط الضعف لاشك أنه يحقق هذا الهدف السامي، ويسير به الحاكم على خطى السلف الصالح -رحمهم الله-، ولا سيما أن من أهم المقاصد علو الدولة ونماؤها، وتبوؤها ثقلا ً محلياً وعالميًا يليق بها، ويحقق الغناء عن الأمم الأخرى, وذلك مقصد آخر ذكره العلماء -رحمهم الله-, لأن استغناء الأمة الإسلامية ودولها عن الأمم الأخرى على النحو الذي لا يترك للأمم الأخرى سبيلاً للهيمنة والنفوذ على بلاد المسلمين ومقدراتهم واجب شرعي ولا ريب، ولتحقيق ذلك الهدف فلا بد من الاعتماد على العلوم الحديثة في التخطيط والتطوير ورسم الرؤى التي باتت الحاجة إليها ماسة في واقع الأمم اليوم، وبهذا يتضح أن التخطيط والتطوير من وسائل السياسة الشرعية المنوطة بولاة أمور المسلمين، وفيها من المصالح المرسلة التي تندرج تحت قواعد جلب المصالح ودرء المفاسد أو رفعها وهي أمور تراعى في جميع أبواب الفقه والسياسة، وتستند إلى هذه القواعد المهمة التي لابد من مراعاتها يقول علاء الدين الطرابلسي الحنفي: قال القرافي: واعلم أن التوسعة على الحكام في الأحكام السياسية ليس مخالفا للشرع, بل تشهد له الأدلة المتقدمة, وتشهد له أيضاً القواعد الشرعية من وجوه. أحدها: أن الفساد قد كثر وانتشر بخلاف العصر الأول, ومقتضى ذلك اختلاف الأحكام بحيث لا تخرج عن الشرع بالكلية لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا ضرر ولا ضرار).

ويقول ابن القيم -رحمه الله-: «ومن له ذوق في الشريعة، واطلاع على كمالاتها، وتضمنها لغاية مصالح العباد في المعاش والمعاد ومجيئها بغاية العدل الذي يسع الخلائق، وأنه لا عدل فوق عدلها، ولا مصلحة فوق ما تضمنته من المصالح، تبين له أن السياسة العادلة جزء من أجزائها وفرع من فروعها، وأن من له معرفة بمقاصدها ووضعها، وحسن فهمه فيها؛ لم يحتج معها إلى سياسة غيرها البتة، فإن السياسة نوعان: سياسة ظالمة فالشريعة تحرمها، وسياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر، فهي من الشرعية، علمها من علمها وجهلها من جهلها»، وهذا التأصيل الذي يعتمد مصادر الشريعة ومواردها يحتم القناعة بمشروعية ما يقوم به ولي الأمر من السياسة الحكيمة تأسيساً وتطويراً ما يوجب الوقوف خلفهم ودعوة الناس للتوحد ونبذ الفرقة، وعدم التشغيب على هذه القرارات التي تهدف إلى صالح البلاد والعباد، ومن واجب العلماء والدعاة بيان الحق وتبصير الناس بما فيه صلاح دينهم ودنياهم، ونبذ التحزب والفرقة، ومواجهة المشككين الذين هدفهم زعزعة استقرار البلاد، ونشر الفرقة والتباغض والتحزب المقيت، وإساءة الظن بالعلماء والولاة فيما يصدر عنهم ولو أن المصالح كالشمس وضوحاً، وهذا من أعظم الفساد الذي يؤسس لمنظومة من الأعمال والتصرفات التي تؤدي إلى ذلك، فالواجب سد هذه الأبواب ودعوة الناس لطاعة ولاة أمورهم فيما يأمرون به من طاعة الله ورسوله، لأن ذلك من طاعة الله ورسوله، وأداء حقوقهم إليهم كما أمر الله ورسوله، والتعاون معهم لما يصبون إليه من عزة ومنعة هذه البلاد وأهلها، امتثالاً لقوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ .. (سورة المائدة 2).

إن الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- وهو يطلق هذه الرؤية يستلهم مكمن قوتها ومبدأ عزتها، حيث بين في كلمته حفظه الله وأيده بنصره تلك القوة بقوله: «إن أنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم».. وفي هذا تأكيد على هوية هذه البلاد فهي بمثابة القلب من الجسد، تحوي المقدسات، وتضم المشاعر، ومنها انطلق الإسلام إلى بقاع المعمورة، وقبل ذلك هي مهد الرسالة, ومهبط الوحي, ومأرز الإيمان, فلا غرو أن يكون هذا الهم العظيم من قدر من اختارهم الله لولاية هذا البلد الإسلامي إدراكًا منهم لأثر هذه البلاد على غيرها, ولذلك فهي القدوة والأسوة لبقية بلاد المسلمين، ووضع هذا البعد كركيزة أولى في رؤية المملكة لمستقبلها، يؤكد تمسك قادة هذه البلاد -حفظهم الله- بالأسس التي قامت عليها، والنهج القويم الذي سارت عليه مهما تنوعت الأساليب وتعددت الرؤى, ويؤكد الاستثمار الأمثل لهذه المكانة لا في الجانب الاقتصادي فحسب، وإنما في نظرة شمولية تهيئ المملكة لموقعها اللائق بها، كما أن ذكر هذه الميزة استثمار لمنطلقات مهمة يرتكز عليها في تنمية الولاء والانتماء لهذا الوطن في غرس يمكن زرعه في مواطن التربية والتعليم، ومضامين الخطاب الشرعي، والتجديد المطلوب.

إن تلك الرؤية المباركة التي تسعى لاستثمار الثروات الكبيرة لهذه البلاد، وأولها هذا الشباب المسلم المتمسك بعقيدته ووطنه، الملتحم مع قادته وولادة أمره، الذي سيبني بإذن الله صروح المجد في مستقبل هذه البلاد ويسير على خطى من سبقوه في النهوض بها، مستنيراً بالعلم والهمة، ولعمري إن هذه الطاقة هي ما يعَوَل عليه بعد الله فثروة الأمم الحقيقة هم شبابها وشاباتها، فهم الطاقة المحركة والعقول المنتجة، والسواعد البناءة التي تسعى كل أمة لشحذها والرقي بها، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمين الأمير الخبير المتمكن المستوعب للمتغيرات والأحداث محمد بن سلمان -حفظه الله تعالى- فأكد على أن هذه البلاد قامت بفضل الله تعالى ثم بهمة الأبناء الذين شيدوا مجدها، وحفروا في التاريخ اسمها بحروف من نور وذلك قبل اكتشاف النفط والثروات بسنين طويلة، والتذكير بهذا البعد مهم في زرع ثقافة التغيير، التي تستنهض الهمم بمشتركات لا تقبل المزايدة، وتعيد لهم نشوتها فتنظر إلى الماضي على أنه ليس تأريخاً فقط وإنما ملهم لخطوات التطوير والتحول.

إن استثمار طاقات البلاد وثرواتها الطبيعية التي حباها الله تعالى بها، والتي من شأنها أن تدفع هذه البلاد خطوات نحو الريادة والتميز على مستوى العالم، هو مطلب سعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- لرسم خطواته، وبيان مرتكزاته ومنطلقاته، بما يحقق الاستفادة القصوى من هذه الثروات التي لم يستغل منها إلا القليل، لتكون رافداً لرفاه المواطن والوطن، وقيمة إضافية للاقتصاد السعودي، يحقق مزيداً من النمو والتقدم.

لقد حوت هذه الرؤية أرقاماً مهمة ورؤى مستنيرة تدل على بعد النظر ودقة التخطيط، وخبرة الأمير، وحسن اختيار الفريق القائم بهذا العمل الجبار، وأثر مدرسة الملك المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-, وامتداد هذا العطاء في هذا العصر المبارك عصر ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ليصب كل ذلك في رؤية تتشرف المسقبل بهذه المحددات الموفقة.. فالاعتزاز بالهوية وخدمة المسلمين، ورفع عدد المعتمرين ثلاثة أضعاف، وإنشاء أكبر متحف إسلامي يضم أقساماً للعلوم والعلماء المسلمين، والفكر والثقافة الإسلامية، ومكتبة ومركز أبحاث على مستوى عالمي، ودعم رفاهية المواطن وتعزيز الخدمات الصحية وتطويرها، وتحقيق الاستدامة البيئة، والسعي لتكون ثلاث مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة على مستوى العالم، معالم مهمة تؤكد الروح الإسلامية، والنظرة العميقة، والرأي السديد واعتماد كل ذلك في هذه الخطة الطموحة، كما أن هذه الرؤية تضمنت تنمية اجتماعية تركز على الأسرة باعتبارها المحور الأول لتشكيل مجتمع سليم، وتطوير الخدمات التعليمية والصحية بفعّالية وأسلوب مبتكر، ودعم المنشآت الصغيرة وخفض معدلات البطالة إلى سبعة بالمئة، وتخصيص بعض القطاعات الحكومية لتحقيق عوائد استثمارية ورفع مستوى الشفافية، وتوطين الصناعات لا سيما العسكرية بما يضمن بإذن الله قوة إضافية وخفضاً للتكاليف، وتخفيف الإجراءات، وتوسيع دائرة الخدمات الإلكترونية، واعتماد الشفافية والمحاسبة الفورية، وإنشاء مركز يقيس أداء الجهات الحكومية وغير ذلك من التفاصيل الدقيقة التي حوتها هذه الرؤية المباركة، والتي شملت تفاصيل كثيرة لا يتسع المقال للإحاطة بها، وتقف الحروف عاجزة عن وصفها، والأرقام خير شاهد على ضخامة حجمها، وعظمة أهدافها وطموحاتها، ويكفي للتدليل على واقعيتها وشموليتها،أنها لامست احتياج المجتمع، ولاقت قبولاً واسعاً بل يمكن الجزم بأنه إجماع غير مسبوق، ولا يخفى أن مستوى الوعي المجتمعي وصل إلى حد يمكن اعتباره نوعاً من التحكيم لمثل هذه المخرجات، فما واجهته الرؤية من ردود فعل إيجابية قوية وقبول واضح، ورضا بما رسم وبما يراد وبما يؤمل منها من نتائج وآثار كل ذلك شاهد على إحكام التخطيط، وسلامة البناء، وشمولية الرؤية.

وإن مما شد انتباه الجميع حكاماً وعلماء وطلبة علم وباحثين وسياسيين واقتصاديين وإعلاميين وغيرهم القدرة العالية، والهمة الرفيعة، والمستوى الراقي، والعزيمة القوية، والإلمام الشامل الدقيق، والانطلاقة الفريدة،والعرض والطرح الصادق الصريح الموضوعي المتزن المتميز، المدعم بالأرقام والحقائق والوثائق والمعلومات الثرة الثرية، التي أطلقها سمو ولي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في لقاءاته وتصريحاته المختلفة والمتنوعة والمؤتمرات الإعلامية يندر أن تجد مثلها، ويعز أن تراها في مثل هذه الحالات والمجالات، إنه توفيق الله ثم بما وهبه الله من الذكاء والخبرة العميقة والجهد الخارق، والعزيمة الصادقة، ومعرفة الأمور ومجرياتها وخلفياتها، والنظرة الصائبة، والمحبة والوفاء والإخلاص لدينه ووطنه وأبناء مجتمعه وولي أمره وأمرنا جميعاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- الذي كان خلف هذا وذاك تربية وتوجيها ودعما ورؤية وتسديداً ومباركة، ملك المحبة والسلام، ورجل الوفاء والصفاء والعطاء، صاحب العقل الكبير والقلب الحنون، والعاطفة الجياشة، والبصيرة النافذة، والأبوة الحانية الذي ضرب أروع الأمثلة وأنصع الحجج والبراهين في الولاء للدين والعقيدة، والانتماء إلى وطن الإسلام وأهله، وأصدق المشاعر للمسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها، وأعمق الشعور لتحقيق الأمن والأمان والسلام في العالم.

وإن هذه الأرقام والمؤشرات والخطط بعيدة المدى تدل على الجهد المبذول للارتقاء بالوطن والمواطن، وتمثل حلقة جديدة من حلقات النجاح التي يحققها هذا الوطن المبارك، ومن واجبنا جميعاً شكر الله والثناء عليه بما حبى هذه البلاد من الخيرات والبركات، وبما أنعم عليها من النعم والحسنات، ورفع الأكف إليه سبحانه وتعالى أن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- وزادهم عزة وتمكيناً، ومن حقهم علينا الوقوف صفاً واحداً تحقيقاً لهذه الرؤية المباركة والسعي لتحقيقها، لينعم هذا الوطن المجيد بخيراتها، وينهل من معينها. ونسأل الله جل وعلا أن يحفظ على بلادنا أمنها وإيمانها وولاة أمرها، وأن يجعل ما قدموه ويقدمونه في موازين حسناتهم، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.