فضيلة الجفال&

أول طائرة في المملكة كانت DC3 هدية من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت للملك عبد العزيز عام 1945 هبط بها الكابتن جوزيف جرانت في الرياض دون مدرج ولا مطار. بعد 20 عاما، في عام 1965، هبطت أول طائرة عسكرية من طراز C-130 على أرض المملكة. والآن بعد خمسة عقود، تمتلك المملكة أحد أكبر الأساطيل في العالم من هذه الطائرة العسكرية التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للتكنولوجيا العسكرية، هي التي اختارت المملكة كمقر لمركز دعم فني وهو المركز الأول من نوعه الذي يقام خارج الأراضي الأمريكية. كما تم إبرام اتفاق أخيرا بين شركة "تقنية" السعودية للطيران وشركة "سيكورسكي" المملوكة لشركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للصناعات العسكرية، لبحث إمكانية إنتاج "بلاك هوك" في المملكة. وتتجه المملكة الآن، مع رؤية المملكة 2030، لأهم تحول صناعي في تاريخها من مجرد مستورد كبير للمنتجات العسكرية، إلى مصّنع ومنتج. والأمر بحد ذاته رهان يواجه تحديات إلا أنه رهان عظيم ضمن رؤية عظيمة، هي التي تضمن مشروعها ما يخص الدفاع والقطاع العسكري والأمن القومي للمملكة، وما يخص الطاقة والاقتصاد بشكل عام.&

المملكة واحدة من أكثر الدول إنفاقا في المجال العسكري؛ هي التي احتلت المركز الثالث عالميا في عام 2015. إلا أن الأمر المقلق في هذا الترتيب المتقدم وهو أن 2 في المائة فقط من هذا الإنفاق العسكري الضخم ينتج محليا، إذ يقتصر قطاع الصناعات العسكرية المحلي على سبع شركات ومركزي أبحاث فقط. وقد بدأت خطوات هذا الأمر بالفعل من خلال تطوير بعض الصناعات الأقل تعقيدا شأن قطع الغيار والمدرعات والذخائر. ويدعم هذا التوجه ما تنعم به المملكة من ثروات هائلة من المواد الخام الطبيعية والمنتجات الأساسية الأولية من قطاع البتروكيماويات والكيماويات المتخصصة والمعادن، إذ ليس النفط وحده ما تمتلكه المملكة، فهي تتزعم أيضا إنتاج هذه المواد في مستوى متقدم عالميا، من خلال شركتيها العملاقتين أرامكو السعودية وسابك.

&يجب التركيز في مرحلة ما قبل الدراسة على العلاقة بين المعلم والطالب. أما في سنوات الدراسة الأولى فيكون التركيز على اللغة ومفاهيم الرياضيات. ولا يجب التركيز على نتائج الاختبارات بل على التحصيل المعرفي .

ترتكز الصناعات العسكرية على المعادن وذلك في صناعة المدرعات والذخائر والدبابات الحربية والطيران والمركبات وقطع الغيار وغيرها من أدوات الخدمات العسكرية المساندة كالمعدات الصناعية والاتصالات وتقنية المعلومات. وقد تكون واحدة من أهم الخطوات في الأوامر الملكية الأخيرة هي تغيير مسمى وزارة البترول والثروة المعدنية إلى وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية. وهذا يشير إلى أهمية الصناعة في تشكيل المرحلة الجديدة. يدعم ذلك تصريح الوزير الجديد المهندس خالد الفالح الذي أشار إلى أن تركيز العمل سيكون "على إيجاد صناعات جديدة ومؤثرة، من شأنها زيادة القيمة المضافة للاقتصاد الوطني السعودي، حيث ستعمل الوزارة الجديدة على "فتح المزيد من آفاق الصناعة المساندة لصناعة الطاقة بأنواعها، وستركز على الطاقة المتجددة وتفعيل استخداماتها وتطبيقاتها، كما ستفتح المزيد من آفاق الاستثمار في قطاع التعدين".

&لا شك أن الصناعة بشقيها تلك المساندة لصناعة الطاقة أو المتعلقة بالتصنيع الحربي من خلال الثروات التي تمتلكها هذه الأرض، مسألة حيوية لدولة كالمملكة ذات نفوذ وثقل سياسي واقتصادي في المنطقة والعالم. وما يحدث من تغييرات متسارعة يدعمها المزيد من التداخل والتناغم العملي الواقعي بين المهمات والقطاعات المختلفة، والتي تخدم جميعها رؤية المملكة 2030.. الأمر الذي يولد مزيدا من الثقة والأمل والحماسة.