عبدالله العلمي 

 

وأنا كل هَمّي شعبي

كثيرون في الغرب لا يدركون المعنى الحقيقي للإسلام. هل أصبحنا نخاف من ترديد كلمة الله أكبر، هل أصبحت الكلمة العظيمة مرتبطة بالإرهابيين والمتطرفين.

لبّيتُ الأسبوع الماضي دعوة كريمة لحضور منتدى الإعلام العربي للدورة الخامسة عشرة في دبي.

منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، تستقبل الضيوف بضحكتها المعهودة، حتى أثناء مساعدتها لفريق العمل كأحد أعضاء الفريق الواحد لإنجاز هذه الفعالية السنوية المميزة.

منى بوسمرة، والتي تتربع اليوم على رئاسة تحرير صحيفة “البيان” الإماراتية، تغمر الجميع بابتسامتها. كالعادة، يستقبلك أحمد خالد، تنفيذي المشاريع، بأدبه المعهود ونظراته الثاقبة تتحين الفرصة للإجابة عن أسئلتك أو لتقديم المساعدة.

برغم مشاغله وجدوله المزدحم، رحب الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، بمجموعة من الصحافيين والإعلاميين، صافحنا مبتسما فردا فردا، شعرنا كأننا في بيتنا.

فكرة الممشى في المنتدى طبيعية وخلاقة، جمعتنا في جلسات النقاش مدرجات مرتبة صغيرة. التقيت بالصديق العزيز رائد الفضاء السعودي عبدالمحسن البسام، وكالعادة استمتعت بحكاياته المثيرة. كذلك التقيت بالكاتبة السعودية الزميلة مها الوابل برحابة صدرها وتألقها المعتاد.

العالمات الإماراتيات في “قسم العلوم والمريخ” أكثر أقسام المنتدى تألقاً ومتعة، نعم، من هنا سينطلق مسبار الأمل.. من الإمارات إلى المريخ.

تكريم المنتدى هذا العام لعبدالرحمن الراشد لم يكن مفاجئا، هذا الرجل يستحق أرفع الأوسمة. في ركن مضيء آخر، عثمان العمير يستضيف الحضور بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على تأسيس صحيفة “إيلاف” الإلكترونية، من بدايته كمراسل رياضي، ومرورا برئاسة مكتب لندن لصحيفة “الجزيرة” السعودية ورئيس تحرير “المجلة” وصحيفة “الشرق الأوسط”، ووصولاً إلى “إيلاف” وفوزه في عام 2006 بجائزة شخصية العام الإعلامية ضمن جوائز الصحافة العربية.

دقائق ممتعة قضيتها مع الإعلامي محمد الطميحي مقدم (صناعة الموت)، البرنامج الوحيد من نوعه الذي يتعاطى، بشكل دائم، مع موضوع الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وقضايا التطرف الفكري في قناة “العربية”.

الأفكار التي طَرَحَتْها وزيرة السعادة في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة عهود الرومي، أضافت قيمة وبهاء للمنتدى. كيف لا والسيدة الرومي تشغل أيضا منصب المدير العام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء في دولة الإمارات، وتشرف على تنسيق وتنفيذ المشاريع والمبادرات الاستراتيجية على مستوى الدولة ومنها “رؤية الإمارات 2021” والأجندة الوطنيّة، واستراتيجية حكومة الإمارات، والاستراتيجية الوطنية للابتكار، ومركز محمّد بن راشد للابتكار الحكومي ونظام إدارة الأداء الحكومي “أداء”.

في حلقة نقاش المؤثرين، رشحنا الإعلامية الجميلة في قناة “العربية” مهيرة عبدالعزيز لتقديم وجهة نظر مجموعتنا عن الإعلام والشباب بأسلوبها المرح السهل الممتنع.

عندما وقفت الأميرة أميرة الطويل أمام الحضور لتلقي كلمتها انتابنا صمت احترام وتقدير لكلماتها المبهرة في جلسة “ملهمون لخدمة الإنسانية”. تقول الأميرة أميرة “كثيرون في الغرب لا يدركون المعنى الحقيقي للإسلام. هل أصبحنا نخاف من ترديد كلمة الله أكبر، هل أصبحت الكلمة العظيمة مرتبطة بالإرهابيين والمتطرفين؟”.

الزميل الإعلامي السعودي ياسر العمرو أدار باحتراف ومهنية جلسة “إعلام يصنع الإنسانية”. ما زلت أتذكر كيف بدأ الأستاذ العمرو مساره الإعلامي الطموح منذ عام 1998 متنقلاً بين الصحافة المقروءة والإلكترونية والتلفزيونية. عمل مديراً للبرامج في قناة الإخبارية السعودية وقدم فيها برنامجه اليومي المباشر “عطفا على السؤال”، ثم انتقل إلى قناة روتانا خليجية وقدم برنامج التحقيقات الصحافية “قضية رأي عام”، وحاليا يعمل في مجموعة “أم بي سي” مقدما للبرنامج الحواري الناجح “بالمختصر”.

في حفل الختام، أدى كاظم الساهر قصيدة “الأمل”، من كلمات الشيخ محمد بن راشد. الأغنية جاءت قوية ومؤثرة:

“وإذا ما سَحائبُ الصيفِ مَرتْف دُجاها لِعَزمنا لا يُعيقُ، وأنا كل هَميَ شَعْبي وبِحُسنِ الثناءِ شَعْبي حَقيقُ”.