راجح الخوري& &&&

هل هناك من أساء ترجمة تصريحات السفير الفرنسي ايمانويل بون عن المساعي التي يبذلها الرئيس فرنسوا هولاند لحل الازمة اللبنانية، وخصوصاً بعد زيارته لبيروت واجتماعه مع الكاردينال بشارة الراعي ثم بعد ظهر الثلثاء مع الرئيس سعد الحريري للمرة الثانية في خلال أسبوعين؟

تصريحات بون المنشورة في الصحف اللبنانية بعد زيارتيه للرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل، أوضحت ان وزير الخارجية جان - مارك ايرولت، سيجري في 27 من الجاري في خلال زيارته المقررة لبيروت، مشاورات مع كل الاحزاب والسلطات اللبنانية بهدف التحضير لمؤتمر دولي يساعد لبنان على حل الازمتين الدستورية والسياسية.

ربما ظن البعض ان هذا التصريح حمّل أكثر مما يحتمل، وخصوصاً عندما نسب الى السفير بون في اليوم الثاني قوله إن فرنسا لا تعدّ لمؤتمر دولي في شأن لبنان وان طموحها هو عقد إجتماع لمجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان، وهي تعمل للأمن والإستقرار والحلول السياسية في لبنان.

بالمعنى السياسي وقياساً بالإهتمام الفرنسي الدائم بلبنان وأهداف هولاند، قد لا يكون هناك فرق بين المؤتمر الدولي وطموح باريس للسعي الى عقد الإجتماع لمجموعة الدعم الدولية كما فهم البعض، خصوصاً ان باريس كانت دائماً في مقدم الدول التي سعت وتسعى الى مساعدة لبنان على تجاوز مشاكله العالقة.

وعلى هذا يقول السفير بون: "ان زيارة ايرولت ستكون للعمل على النقاط التي تطرقنا اليها، فنحن نريد العمل من أجل تحريك المجتمع الدولي، ثم سنرى أي شكل وصيغة سنعتمدهما لعقد هذا المؤتمر الدولي، كما نعتبر أنه من الضروري ان يكون هناك إطار دولي لتسهيل حل الأزمة في لبنان. صحيح ان هذا من مهمة اللبنانيين أنفسهم، ولكن على المجتمع الدولي القيام بكل ما في وسعه للحفاظ على السلام والأمن في هذا البلد".

طبعاً الكلام واضح جداً، ومن المؤكد ان الديبلوماسية الفرنسية تعد حساباتها جيداً، خصوصاً انها تدرك مدى الإنشغال الدولي الراهن، وغرق المراجع الدولية الفاعلة في هموم معالجة خطر النيران المستعرة في سوريا وليبيا والعراق واليمن، حيث تواجه مفاوضات الحلول لهذه الأزمات الكثير من العقد والعراقيل.

ولعل أكبر دليل على الإهتمام الفرنسي بالوطن الصغير، أن كلام بون عن التركيز على الأزمة اللبنانية، جاء متزامناً مع تصريح للرئيس هولاند، اعلن فيه ان المؤتمر الدولي الذي كان مقرّراً عقده في باريس في 30 أيار الجاري في محاولة لإحياء عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية قد أرجئ الى الصيف، وذلك لأن جون كيري لا يمكنه الحضور في 30 أيار، لكأن كيري سيحضر ليسهل الحل لا ليعقده!&