&صلاح العتيقي& &&

أميركا هي الدولة الأولى المؤثرة في العالم، فانتخاب رئيس لها ليس بالأمر السهل. لذلك، من المهم أن نعرف شخصية سيد البيت الأبيض وتوجهاته بعد أن عانينا من أسوأ شخصية رئاسية دخلت البيت الأبيض. يجب أن نعرف كيف يفكر وكيف ينظر إلينا بالذات، وما إمكانية التأثير عليه؟ ونظرة إلى سباق الرئاسة الحالي، فهناك حصانان في مقدمة الركب، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، فما مقدار ما نعرفه عنهما؟ ولعدم معرفتي الشيء الكثير عن ترامب ولعدم محبتي لهذه الشخصية البراغماتية الكارهة للمسلمين والغريبة الأطوار، ولأنني قد قرأت مذكرات هيلاري كلينتون وأعتقد بفوزها بالرئاسة، فسأحاول تلخيص بعض خصائص شخصيتها.

أولاً: لا شك في أنها شخصية فريدة في العالم، فقد جمعت لقب السيدة الأولى وعضوة الكونغرس ثم وزيرة خارجية لأعدى أعدائها أو خصومها أيام الترشح، الرئيس أوباما. وعندما أقول إنها شخصية فريدة، فأنا أعني أنها ترفض مغادرة المسرح السياسي، أحياناً ترضى بأقل من التميز، وأحياناً لا ترضى بالأدوار الثانوية، المهم لديها هو أن تبقى في دائرة الضوء، في مذكراتها وفي كتابها «خيارات صعبة» الذي يحكي عن سنوات عملها في وزارة الخارجية تقول: إن عملية صنع القرار في الولايات المتحدة تثبت حقيقة أنه في عالم السياسة الخارجية عندما تتعارض المصالح مع القيم، فإن الخيار ينحاز إلى المصالح بغض النظر عن العدالة والاخلاق، هذا الذي لا يفهمه الكثيرون، وهذا هو مربط الفرس في السياسة الخارجية الأميركية، ولأول مرة يظهر على لسان مسؤول أو مرشح للرئاسة.

ثانياً: ترى كلينتون أنه لكي تحافظ أميركا على قيادتها للعالم، فعليها أن تطبق ما تصفه بالقوة الذكية، التي تجمع بين القوة الناعمة المتمثّلة بالثقافة والتنمية، والقوة العسكرية الطاغية التي يتمناها العالم.. كما تذكر أنه لكي نتصدى للتحديات ونرسم مستقبلنا، فعلينا أن نستخدم كل قوتنا لبناء عالم يضم شركاء أكثر وخصوماً أقل، ووظائف جيدة أكثر وفقراً أقل، مع قاعدة أوسع للازدهار مع ضرر أقل للبيئة.

ثالثاً: موقفها من العالم العربي تقول في كتاب الربيع العربي الثورة: «إنهم يجلسون على برميل بارود»، لقد استشرفت هذا المستقبل المظلم قبل أن يقع، وتقول إنها طالبت بإصلاحات ديموقراطية وانتخابات حرة، ولكن التغيير في العالم العربي أشبه بمن يضرب رأسه بالحائط. أما موقفها من القضية الفلسطينية، فعلى الرغم من أنها قد نادت بإقامة دولة فلسطينية، فإنها تبدي تعاطفاً مع إسرائيل الديموقراطية، باعتبارها وطناً للذين تعرضوا إلى القمع مدة طويلة، حسب أقوالها.

في هذا المقال الصغير، لا نستطيع أن نذكر كل شيء عن ملامح هذه الشخصية التي يجب أن نتعايش معها بالرئاسة رضينا أم أبينا، فهذا هو قدرنا، وعلينا أن نتقبله بروح جامعة عالمة بأفكار من نتعامل معه.

&

&