&جهاد الخازن

إذا دفعت المملكة العربية السعودية درهماً واحداً لأسر ضحايا إرهاب 11/9/2001 في نيويورك وواشنطن، فسأعترض وأعارض وأصمت لأن لي في السعودية ألف صديق.

الولايات المتحدة لها تاريخ في ابتزازنا وقرار مجلس الشيوخ بالإجماع السماح لأهالي الضحايا بمقاضاة السعودية في المحاكم هو ابتزاز آخر، من نوع ما تعرض له المؤسسون في بنك الاعتماد والتجارة ثم البنك العربي. كان من مؤسسي البنك الأول الشيخ كمال أدهم، وهو روى لي في دارته بلندن كيف دفع «غرامة» بمبلغ 170 مليون دولار، حتى لا يصبح مطلوباً للعدالة حول العالم. البنك العربي عنده عشرات الألوف، بل مئات الألوف، من أصحاب الحسابات الخاصة. كيف يمكن أن يعرف كل شيء عن كل صاحب حساب، وهل هو إرهابي، أو مؤيد للإرهاب؟

حسناً، أنا أعرف قادة المملكة العربية السعودية معرفة شخصية مباشرة وأريد أن أراجع مع القارئ بعض الأسماء من سنة 2001.

الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، كان عدو الإرهاب قبل الأميركيين، وولي عهده ثم الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان مثله أيضاً. أنا سمعت كلامهما عن الإرهاب. وليّا عهد الملك عبدالله كانا الأمير سلطان بن عبدالعزيز ثم الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمهما الله. وبعدهما الأمير سلمان بن عبدالعزيز الملك الآن. أيضاً، كان الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات العامة حتى 31/8/2001 وخلفه الأمير نواف بن عبدالعزيز.

هؤلاء القادة السعوديون عايشتهم العمر كله، والملك سلمان موجود ليصحّحني إن أخطأت فقد عرفته في بيروت وأنا أودع المراهقة وكانت علاقتي معه وثيقة دائماً ومستمرة حتى اليوم.

الأمير سلطان وزير الدفاع كانت حربه على الإرهاب قبل أي حرب أخرى، والأمير نايف حكى لي قصة إرهاب الخبر، حيث قُتِلَ 19 جندياً أميركياً سنة 1996. وهو عقد اتفاقاً مع الإيرانيين كي لايقع إرهاب ضد السعودية مصدره إيران. ولعله حمى الأميركيين بذلك الاتفاق الذي أشرف على تنفيذه الأمير محمد بن نايف، ولي العهد الآن.

الأمير تركي الفيصل صديق شخصي والأمير نواف جلست معه في مبنى المخابرات، وفي نيويورك عندما زارها مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. الملوك كلهم الذين عرفتهم وكذلك الأمراء كانوا ضد الإرهاب لأنه يهدد بلادهم قبل أن يهدد برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك.

كان هناك 15 سعودياً بين الإرهابيين في 11/9/2001، ولكن لم يثبت إطلاقاً أن واحداً منهم عرف أيّاً من الملوك والأمراء الذين أوردتُ أسماءهم. هناك الآن إرهابيون من كل بلاد العالم في «داعش» و «النصرة» و «القاعدة» بفروعها، ولا بد من أن بينهم سعوديين إلا أن من المستحيل أن تكون لأحد من هؤلاء علاقة بأهل الحكم في السعودية.

مرة أخرى، أنا أعرف قادة السعودية على امتداد 50 سنة، وأتكلم عمّا أعرف، وما لا يعرف حزب إسرائيل في مجلسي الكونغرس الأميركي. السعودية ليست مستثمراً في بنك أو هي عضو في مجلس إدارة بنك لتتعرض للابتزاز وتذعن له. عندها ألف طريقة لرفض سرقة مالها، إذا لم يستعمل الرئيس الأميركي الفيتو لوقف عملية لصوصية أخرى تستهدف العرب.

أقرأ أن عند مكتب التحقيق الفيديرالي 80 ألف وثيقة عن السعودية وإرهاب 11/9/2001. وهذا من نوع الصفحات غير المنشورة في التقرير عن ذلك الإرهاب. أي إدانة للسعودية في الموضوع هي ابتزاز وقح يجب أن يلقى رداً سعودياً حازماً قاطعاً، وأيضاً واضحاً.