يظهر أن التندر بعرض العمل الذي قدمه المحامي الإماراتي عيسى بن حيدر لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما بعد انتهاء ولايته، لم يكن في موقعه ومحله بعد أن شدد في حديثه لـ«عكاظ» على أنه عرض حقيقي وليس ضربا من ضروب التهكم والسخرية، وأنه جاد فيما ذكره على تويتر بل وصادق عليه بخطاب رسمي بعثه إلى البيت الأبيض.

يأتي ذلك بعد أن أضحت تغريدته التي باح من خلالها بعرضه المثير للغرابة، واحدة من أشهر التغريدات التي تم تداولها على نطاق واسع وعلقت عليها شبكات إعلامية كبرى، غير أنها علاوة عن ذلك يراها مرقبون تحمل في مضامينها رسائل مهمة تتمحور حول إيجابية التعايش مع المسلمين وفهم طبيعة مجتمعاتهم العظيمة والمتطورة.
يقول حيدر: «عرضي لأوباما جدي وليس دعابة، قدمته له رسميا وبعثته إلى البيت الأبيض ويتيح له فرصة للعمل تحت إدارتي في مكتب المحاماة الذي أملكه بعد انقضاء فترة رئاسته، وما زلت أنتظر الرد» ، ويضيف حول فكرة تقديمه لهذا العرض قائلا: «بدأت بعد مشاهدتي فيلما إعلانيا خاصا بالرئيس بعنوان (قائد الأريكة) الذي كان يحاكي رؤساء أمريكا بشكل عام، وبينهم أوباما على وجه التحديد حين تنبأ بحيرته بعد تركه مقعد الرئاسة وماذا سيعمل، حيث جسد مشاهد بسيناريو تقديمه على وظائف ويتم رفضه، ثم يعبر عبر السناب شات بطريقة ساخرة عن حيرته هذه وكيف سيحصل على وظيفة، وهو ما أثار رغبتي في تقديم العرض له، إذ راجعت تاريخ رؤساء أمريكا الذين تركوا البيت الأبيض وأين ذهبوا بعد ذلك، ووجدت أن منهم من ذهب لجمع التبرعات ومن أصبح يبيع الكتب ومن تربح بعضوية شرفية في بعض الشركات كنوع من التسويق لهذه الشركات، وعندما علمت أن باراك هو في الأصل محام مدني ودستوري، وكان أستاذا للقانون في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو، وأن المحاماة ستكون خياره الأول، قررت العرض عليه فعليا».
وعن تغريدته قال: «كان مخططا لها بعناية لأنه ربما يحدث قبول من الرئيس أوباما ويتورط بها»، منوها أنه كان عازما على أن يكون على قدر العرض المكتوب، مضيفا: «راجعت الأمر جيدا فالراتب الحالي للرئيس الأمريكي 400 ألف دولار سنويا وهو أمر مقدور عليه، لهذا قررت أن أضع عرضا جيدا ومغريا، كي أقنعه بالعمل في مكتب المحاماة».
وعن أي دوافع أخرى لعرضه، قال المحامي الإماراتي: «نعم، هناك دافع أهم وهو أن فترة باراك أوباما الرئاسية، كانت فيها الإساءة للإسلام والمسلمين عالية وبطريقة غير صحيحة وعنصرية، وعرضي سيكون فرصة له للتعايش مع العرب والمسلمين ومعرفتهم من قرب ومعرفة مدى تسامح الإسلام والمسلمين». وعن قدرات أوباما قال: «قدراته السياسية قوية، ومن ناحية المحاماة فهو محاضر متمكن ولولا ذلك لم يصل لكرسي الرئاسة، لديه خبرة بصفته محاميا مدنيا ومحاضرا وانضم إلى مجلس الشيوخ مستشارا، وهو شخص عبقري».