بغداد - علي الراشدي: أكدت الامم المتحدة، أمس، ان نحو 800 شخص فقط تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة منذ بدء العملية العسكرية الكبرى لاستعادة السيطرة عليها بينما يعاني آلاف السكان العالقون فيها من ظروف معيشية رهيبة، فيما رأى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارته لمقر عمليات تحرير الفلوجة، أن هناك من يحاول «إنقاذ داعش» في اللحظة الأخيرة.

وقالت منسقة البعثة الاممية للشؤون الانسانية في العراق ليز غراند في بيان ان «الاشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المدينة المحتلة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية افادوا بان الظروف المعيشة في داخل المدينة رهيبة»، مضيفة: «نحن نتلقى تقارير مؤلمة عن المدنيين العالقين داخل الفلوجة وهم يرغبون الفرار الى بر الامان، لكن ذلك غير ممكن».

واوضحت ان نحو 800 شخص تمكنوا من الفرار من داخل الفلوجة منذ 22 مايو، «غالبيتهم من سكان المناطق النائية وان بعض الاسر قضت ساعات طويلة من المسير في ظروف مروعة للوصول الى بر الامان، بينما سكان مركز المدينة يعانون مخاطر اكبر كونهم غير قادرين على الفرار».

وقالت غراند ان «الغذاء محدود ويخضع الى سيطرة مشددة، والدواء نفذ، والكثير من الاسر تعتمد على مصادر مياه ملوثة وغير امنة لعدم توفر خيار آخر».

وفرض الجهاديون الذين يسيطرون على الفلوجة حظر تجول لمنع السكان من مغادرة منازلهم. ومن الواضح انهم يستخدمونهم كدروع بشرية.

وافاد سكان عالقون داخل الفلوجة ان عدد العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي جهزها التنظيم في داخل وخارج المدينة قد يجعل القتال محفوفا بالمخاطر.

وكان رئيس الوزراء العراقي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم ووزير التخطيط سلمان الجميلي، قد وصلوا صباح لأمس إلى مقر عمليات الفلوجة ليشرفوا شخصيا على سير عمليات تحرير المدينة.

وعقد العبادي بعد وصوله للمقر، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، اجتماعا مع القيادات الأمنية والعسكرية التي تقود العملية.

وقال إن «البعض أراد أن يعرقل حركتنا باتجاه تحرير الفلوجة، ولكنهم فشلوا في تحقيق غايتهم». وتابع: «البعض يحاول أن ينقذ داعش في اللحظة الأخيرة».

ودعا العبادي «شبابنا الى تأجيل تظاهراتهم لحين تحرير الفلوجة لأن قواتنا منشغلة بعمليات التحرير وان هذه المعركة تتطلب جهدا كبيرا وإن التظاهرات وهي حق لهم، تشكل ضغطا على قواتنا لتوفير الحماية اللازمة وإن العدو غير تقليدي والحذر مطلوب لأن الإرهاب يستغل أي ثغرة قد تحصل».

وأضاف: «أننا بدأنا التخطيط لكيفية إعادة الاستقرار والاعمار للفلوجة قبل عملية تحريرها وهذا هو كل همنا ولا تمييز بين عراقي وآخر ونحن نشهد اليوم التفاف المواطنين حول قواتهم من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري للدفاع عن العراقيين».

ودعا إلى «وحدة العراقيين ونبذ التفرقة والحذر ممن يحاول إثارة الطائفية ومن الإعلام المضلل الذي يدس السم بالعسل والذي يحاول إنقاذ الدواعش وأن المقاتلين من أبناء المحافظات كافة يضحون بأرواحهم في معركة تحرير الفلوجة بغض النظر عن انتماءاتهم».

وكان الجبوري قد اجتمع بالسفير السعودي في بغداد ثامر السبهان لتدارس الأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها النازحون من محافظة الانبار.

وكشف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية لـ«الراي» نصير نوري محمد عن ان القوات الامنية على مشارف الفلوجة لاقتحامها والمسافة لا تبعد عن المركز «كيلو متر واحد او كيلومترين في بعض المناطق».

وقال محمد إن «المعركة في متناول اليد من داخل المدينة»، مؤكدا «ضرب اهداف لتجمعات ومخازن السلاح لتنظم داعش وبمساعدة السكان المدنيين» وقال ان «مصادرنا من داخل الفلوجة اكدت وجود انتفاضة ضد فصائل داعش»، كاشفا ان «القوات تستعد لاقتحام مدينة الفلوجة بعد تطويقها من جميع الجهات وان القوات المشاركة في عملية الفلوجة من جميع الصنوف العسكرية والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب والحشد العشائري والشعبي»، وموضحا ان «عملية تحرير الفلوجة من ثلاث مراحل، الاولى أوشكت على الانتهاء بعد الوصول الى المناطق المحيطة بمركز المدينة والسيطرة على الطرق المؤدية اليها والمرحلة الحالية مباشرة القوات بتطويق ومحاصرة مركز المدينة من جميع الجهات لحرمان تنظيم داعش من طرق امداداته الداخلية والخارجية وخاصة بعد الانتهاء من السيطرة على ناحية الكرمة»، مشيرا الى «التهيؤ في المرحلة الاخيرة لاقتحام مركزالمدينة، لكن هناك حذرا في عملية الاقتحام لان عشرات العوائل عالقة داخل المدينة. هناك حذر في عملية الاقتحام واخلاء السكان المدنيين وتقليل الخسائر»، منوها ان «قوات الجيش اكتسبت خبرة في عمليات الاخلاء دون اضرار كبيرة كما في عمليات مناطق هيت وراوة في محافظة الانبار».

وأعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي عن مقتل 100 من عناصر «داعش» وتدمير 18 سيارة مفخخة تابعة للتنظيم في جنوب الفلوجة وجزيرة الخالدية الممتدة بين الرمادي والفلوجة.

وأضاف المحلاوي أن «القوات الأمنية ومقاتلي العشائر تقدموا بشكل كبير من تقاطع السلام نحو نهر الفرات المحيط الجنوبي لمدينة الفلوجة»، مبينا أن «القوات الأمنية ومقاتلي العشائر تقدموا أيضا في جزيرة الخالدية على الطريق الدولي السريع».

بدورها أكدت قيادة فرقة الرد السريع استمرار المعارك مع «داعش» في محيط جسر السجر بشمال الفلوجة، معلنة مقتل 15 إرهابيا وتفجير5 سيارات مفخخة.

وأكد الناطق باسم التحالف الدولي ستيف وارن أن التحالف يعمل مع العراق لتحرير مدينة الفلوجة، وأوضح أن طيران التحالف قصف 30 موقعا في المدينة حتى الآن. وأضاف أن مستشاري التحالف يعملون مع الضباط العراقيين لمساعدتهم في تحرير الفلوجة.

وكشف القيادي في «الحشد الشعبي» والامين العام لمنظمة بدر هادي العامري أن الحشد «لن يدخل الفلوجة ومهمته محاصرتها 360 درجة»، فيما جدد دعوته لاهالي المدينة بتركها.

وقال العامري في حديث لعدد من وسائل الاعلام: «مهمتنا محاصرة الفلوجة 360 درجة وقطع أوصالها أو رئاتها مثل رئة الكرمة التي تتنفس بها الفلوجة ورئة الصقلاوية ورئة جسر التفاحة باتجاه دويليبة ورئة سدة الفلوجة باتجاه عامرية الفلوجة». وأضاف: «أملنا كبير بأن نستطيع ذبح هذه الرئات الاربع التي تتنفس بها الفلوجة ومحاصرة الفلوجة بالكامل، وعند ذلك نترك الاجهزة الامنية من الرد السريع ومكافحة الارهاب لاقتحام المدينة».