وحيد عبد المجيد

هل يريدها باراك أوباما نهاية غير تقليدية لفترة رئاسته الثانية، أم يسعى لأن يذكره الناس بفيلم كوميدى لا تتجاوز مدته أربع دقائق، وهو الذى لم يصنع على مدى ثمانى سنوات تاريخاً جديداً يُذكر به؟ يصعب تبين هدف أوباما الحقيقى من الفيلم الساخر الذى أنتجته الصفحة الخاصة للبيت الأبيض على موقع “فيس بوك”، وظهر فيه متقمصاً دور الباحث عن عمل بعد أن يغادر البيت الأبيض فى 20 يناير القادم، وساخراً من نفسه بقوله أنه سيتحول من قائد للولايات المتحدة الأمريكية إلى قائد لأريكة أو كنبة، وهو ما استمد منه عنوان هذا الفيلم Coach Commander Barack Obama ويشارك أوباما فى هذا الفيلم نائبه جو بايدن الذى نصحه بأن يذهب إلى لندن، أو يعمل مدرباً لإحدى الفرق الرياضية على أساس أنه يحب الرياضة، أو يعمل قائد سيارة.

وحاول أوباما أن يحصل على وظيفة مدرب جولف أو كرة سلة. غير أنه فشل. كما سعى لاستخراج رخصة قيادة سيارات، ولكنه لم يتمكن أيضاً بسبب وجود مشكلة فى شهادة ميلاده!

وكانت نصيحة زوجته ميشيل، التى ظهرت فى إحدى اللقطات، أن يطلب أفكاراً ممن سبقوه إلى ترك العمل العام. وتوجه أوباما بالفعل إلى رئيس مجلس النواب السابق جون بونير الذى نصحه بمشاهدة الأفلام والاستمتاع بوقته.

ولولا ارتفاع معدلات البطالة فى مصر، لربما أمكن البحث عن فرصة عمل له فى إحدى شركاتها. ومع ذلك يمكن أن نقدم له نصيحة مختلفة عما سمعه فى الفيلم، وهى أن يجرب حظه فى هوليوود. وبرغم أن قدراته التمثيلية تبدو محدودة فى هذا الفيلم، فهو يتمتع بحس فكاهى قد يتيح له الحصول على دور ثانوى مثلما كان حال الولايات المتحدة فى بعض القضايا على الساحة الدولية خلال فترتى رئاسته. وربما يستطيع الحصول على دور بطولة، فى فيلم ذى طابع سياسى. فهو يتمتع بقدرات تمثيلية جيدة فى الواقع، حيث نجح فى التأثير على مشاعر ملايين الناخبين الأمريكيين الذين ذهب رهانهم عليه سدى، بعد أن رددوا معه خلال حملته الانتخابية: “نعم تستطيع”.

كان مقنعاً، فلم يدرك من تأثروا به أنه لم يكن إلا ساعياً إلى سلطة أكبر منه. وربما ظن أن مجرد فوزه بالرئاسة يكفى لأن يدخل التاريخ بوصفه أول رئيس أسود للولايات المتحدة.