حسين مجدوبي&

&&تشهد العلاقات المغربية – الفرنسية امتحاناً جديداً مرتبطاً بمدى موقف الرباط وردها بعدما رخصت سلطات باريس لمجموعة من النشطاء السياسيين المغاربة بالتظاهر أمام مقر إقامة الملك محمد السادس شمال العاصمة وقيام قناة تلفزيونية «فرانس 3» بعرض فيلم وثائقي بعنوان «ملك المغرب: اسرار مملكة» مضمونه ينتقد الملك.

ورخصت السلطات الفرنسية لمجموعة من نشطاء سياسيين مغاربة معارضين ينشطون في إطار « الائتلاف من أجل التنديد بالديكتاتورية في المغرب» بالتظاهر أمام قصر الملك محمد السادس في بلدة بيتز شمال باريس. ورغم أن التظاهرة التي جرت الخميس من الأسبوع الجاري حدثت على بعد 500 متر من الإقامة إلا أن قرار سلطات فرنسابالترخيص يحمل رمزية خاصة.

وفي الليلة من اليوم نفسه، بثت قناة «فرانس 3» فيلماً عن الملك محمد السادس بعنوان «ملك المغرب: الحكم السري» للمخرج جون لويس بيريس الذي عالج الأوضاع السياسية والاقتصادية المغربية تحت حكم الملك محمد السادس، من خلال مقارنة سريعة مع والده الراحل الحسن الثاني ثم الخطوط العامة التي تشهدها فترة حكمه من إصلاح لمدونة المرأة وأخيرا التركيز على قضايا مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير واحتكار الملك لمفاصل الاقتصاد المغربي بشكل مثير للغاية.

واستعان المخرج بتصريحات لعدد من الصحافيين مثل أبو بكر الجامعي وأحمد بنشمسي وعلي المرابط واقتصاديين مثل أقصبي ورجل الأعمال كريم التازي وفراد عبد المومني وعسكريين سابقين مثل مصطفى أديب ثم عضو العائلة الملكية الأمير هشام بن عبد الله، ابن عم الملك، الذي شدد على ضرورة الملكية البرلمانية في البلاد. ودافع عن سياسة الملك محمد السادس وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ. وركز الفيلم على القضايا الاقتصادية، بينما غاب الاهتمام بالعلاقات الخارجية باستثناء «اللوبيات الفرنسية» وعلاقات باريس والرباط، لم يمنح الفيلم ولو دقائق معدودة للعلاقات البدلوماسية وخاصة المحور الرئيسي الذي هو ملف الصحراء.

وتميز المغرب خلال السنتين الأخيرتين بردود فعل دبلوماسية عندما يتم مس صورة الملك محمد السادس أو ملف الصحراء كما يجري الآن مع الولايات المتحدة، حيث تشن الرباط حملة انتقادات قوية ضد واشنطن وتتهمها بالميل نحو جبهة البوليساريو.

ونظراً للترخيص للتظاهرة، وهو قرار رسمي للسلطات الفرنسية وتزامن مع وجود الملك في باريس منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ونظراً لموضوع الفيلم الذي يقدمه كرجل أعمال يحتكر الاقتصاد أكثر منه ملكاً يهتم بالسياسة ويقدمه بمثابة حاكم لا يريد صحافة مستقلة، ينتظر المراقبون ردة فعل للدولة المغربية سيراً على عادتها.

ويسود رأي بعض العارفين بالدبلوماسية المغربية استبعاد رد فعل في الوقت الراهن لتفادي خلق أزمة مع فرنسا التي تعتبر السند الحقيقي للمغرب في المؤسسات الدولية ومنها الأمم المتحدة في ملف الصحراء، خاصة في وقت يتعرض فيه المغرب لضغط قوي.

كما أن العلاقات المغربية – الفرنسية استعادت عافيتها منذ سنة فقط. يضاف إلى هذا أن وسائل اعلام مغربية وخاصة القريبة من الدولة ذهبت إلى انتقادالمشاركين في الفيلم الوثائقي ومخرجه بعدم مراعاة التوازن في الضيوف وليس انتقاد فرنسا كدولة وسلطات.

&

&