&فاتح عبدالسلام

ستكون نتائج معركة الفلوجة بوابة مباشرة الى استعادة الموصل.

بعيداً عن كل ما يقال من أية جهة حول معركة الفلوجة،ومَن يشارك فيها ومَن يدعمها سواء كانوا ايرانيين لهم اجندتهم الخاصة أو أمريكان غامضي النيات، فإنها معركة تحرير أرض عراقية سلبها تنظيم متطرف قاتل كل الفئات والمذاهب والاتجاهات وكفّر الجميع إلا من التحق بعناصره الذين لم يسلموا من تصفيات داخلية لأوهن الأسباب.

لكن من الواضح انّ هناك كثيرين، تتملكهم شدة الخوف من احتمال حدوث انتهاكات وحملات تصفية بدوافع مختلفة وفي لحظة غياب اجهزة القانون وفي حال دخلت مليشيات المدينة، ونرى كأنهم بسبب من ذلك الخوف يفضلون بقاء داعش في الفلوجة على تحريرها . وهؤلاء لايمثلون، برغم شرعية مخاوفهم من الانتهاكات، كل جوانب الصورة التي لا يظهر فيها اكثر من خمسين ألف هم ماتبقى من الاهالي داخل الفلوجة يتوقون كل حين لساعة الخلاص من هذا التنظيم وما جرّ عليهم من تعطيل للحياة وما تسبب في تجويعهم وحرمانهم من ابسط مقومات العيش الكريم، وقد غفل أو تغافل الجانب الحكومي عن هذه الحقيقة في ان عقاب الحصار والتجويع ينال من الأهالي المحاصرين المختطفين رغماً عن ارادتهم .

الفلوجة ستكون خالية من تنظيم داعش بعد أيام أو اسابيع ،لكن حدث تحريرها سيكون بداية انتكاسة أكبر، حتى لو تأخرت ، في حال علا صوت الانتقام ولم يع القائمون على حكم العراق ان تحرير الفلوجة فرصة ذهبية لا تعوض لإعلاء صوت الأمل والمحبة والتسامح والعدل والمواطنة ،ولإثبات أن ليس كل مَن يختلف مع الحكم في بغداد هو داعشي متطرف، فالخلافات السياسية والامتناع عن الموالاة أمور لا تنتهي ولا أحد يستطيع الغاءها حتى لو ابيدت مدن كاملة.

يجب أن يتم الاعتراف بارتكاب الخطأ الذي تحول الى خطيئة، وإلا فإن طي صفحة الفلوجة أو الموصل من بعدها ليس نهائياً ،بغض النظر عن الذي ارتكب الخطأ ومنصبه ،عندما استكبر من اسكتبر في تنفيذ المعالجات البسيطة التي كان بالامكان اجراؤها قبل أن تفتح باباً لمقاولي الإرهاب الاقليمي والدولي أن يستثمروا في دماء العراقيين واقواتهم وتاريخهم .

ليتذكر الجميع لاسيما المحاربين في ساحات القتال اليوم، انه في النهاية سيغادر الاجانب ويبقى العراقيون وجهاً لوجه ، وعليهم أن يسنّوا عقداً للسلم الاجتماعي وليبزغ من وسط هذا المخاض العسير ،من أجل اعادة الاعتبار لشأن الوطنية كرابطة ،ديست بالأحذية مرة ومزقت بحراب البنادق مرات .

أما الذين لا يزالون يعتقدون ان معركة الفلوجة تحت صوت التحشيد ضد داعش ستكون فرصة ذهبية للقضاء على أي خصم ، فتلك شهادة من عقلية انتقامية ستقود الى ما هو أسوأ مما حصل.