&&&عصام عبدالله && & &

تصدر استعداد الولايات المتحدة للحرب في السنوات القادمة، الأهمية بالنسبة للناخب الأميركي، في مقابل تراجع المسألة الاقتصادية والضمان والرعاية الصحية، وفقا لأحدث استطلاع لصحيفة «واشنطن بوست»، وشبكة «إيه بي سي نيوز».

وأوضح الكاتب السياسي في موقع «كونسورتيوم نيوز» جيمس دبليو كاردن، أن الحاجة إلى العودة إلى الحرب الباردة تمثل إستراتيجية النخب الحاكمة لترسيخ الهيمنة الأميركية العالمية.

&في أحدث استطلاع لصحيفة "واشنطن بوست"، وشبكة "إيه بي سي نيوز"، تقدم المرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترامب، على منافسته عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون بنقطتين.

وقالت تقارير إن النتيجة تأتي في سياق استكشاف حالة السباق الرئاسي، حيث أصبح الاحتمال الأكبر هو انحسار المنافسة بين ترامب وكلينتون في انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر القادم، مشيرة إلى أن الجديد الذي جاء به الاستطلاع هو أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة "وليس الشأن الداخلي"، هي محور السيناريوهات المستقبلية.

وأضافت أن السمة الرئيسية لانتخابات القادمة هي تراجع المسألة الاقتصادية والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وغيرها في الأهمية بالنسبة للناخب الأميركي، مقارنة باستعداد الولايات المتحدة للحرب في السنوات المقبلة.

وحسب الأستاذ في جامعة برنستون ونيويورك، ستيفن كوهين، فإن القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، تراكم وجودها العسكري على طول الحدود الروسية في الأرض والبحر والجو، وهو أمر لم يحدث بهذه الكثافة منذ الغزو الألماني للاتحاد السوفييتي في عام 1941، فيما حذر المحلل السياسي، بيبي اسكوبار، واشنطن من أي مغامرة عسكرية، لأن روسيا مستعدة للحرب بالفعل.

نهاية العالم

هذه الملاحظات وغيرها أوردها مساعد وزير الخزانة للسياسة الاقتصادية والمحرر في صحيفة وولستريتجورنال "بول كريج روبرتس"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة من خلال السعي إلى الهيمنة العالمية وترسيخ مفهوم القطب الواحد، تكثف وجودها العسكري في محاولة لمحاصرة روسيا عسكريا وإجبار بوتين على "حل وسط" تجنبا للحرب.

المحافظون الجدد في أميركا يسعون إلى تحقيق الهيمنة على روسيا، ويعلمون أن الحكومة الروسية الحالية أكثر ميلا للغرب، وبالتالي فإن فوز "ترامب" بالرئاسة -وهو احتمال وارد- يوقف مشروع الهيمنة الأميرية عسكريا وسياسيا، مما يخفف من ضغط القوميين الروس على الرئيس "بوتين" لإلغاء فكرة الانضمام لحلف شمال الأطلنطي "الناتو"، بينما إذا فازت هيلاري برئاسة الولايات المتحدة فإن تهديد المحافظين الجدد لروسيا سيتصاعد ويتم القضاء تماما على فكرة انضمام روسيا للناتو، حيث ستنتقل إلى خانة الحرب بالمطلق.

اللافت أن المحافظين الجدد يختبئون في مواقع السلطة والنفوذ خلف هيلاري وليس ترامب، مما يعني -حسب روبرتس- أنه ليس مهم رأي الناخب الأميركي في "ترامب"، لأن الأهم هو أن التصويت لهيلاري يعني نهاية العالم، حيث احتمالية المواجهة بين واشنطن وموسكو.

الدرع الصاروخي

في موقع "كونسورتيوم نيوز" يسلط الكاتب السياسي، جيمس دبليو كاردن، الضوء على أن الناتو يضع قاعدة مضادة للصواريخ في رومانيا متجاهلا المخاوف الروسية لأسباب أبعد وأعمق، إذ قررت الولايات المتحدة التراجع 180 درجة والوقوف عند نقطة نهاية الحرب الباردة من جديد حيث روسيا والصين "بحر الصين الجنوبي"، بالإضافة إلى إيران أهداف لدرع الدفاع الصاروخي في رومانيا وأوروبا الشرقية.

وحسب معظم الجنرالات في وزارة الدفاع "البنتاجون"، فإن الأمن القومي الأميركي يقتضي إنشاء الدرع الصاروخي لمنع وقوع هجوم صاروخي من قبل إيران، رغم توقيع الاتفاق النووي مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا.

ووفقا لنائب وزير الدفاع الأميركي ينبغي العمل على إنشاء الدرع الصاروخي، "طالما استمرت إيران في تطوير ونشر الصواريخ الباليستية، ستعمل الولايات المتحدة مع حلفائها في حلف شمال الأطلنطي".

ويخلص كاردن إلى أن الحاجة للعودة إلى الحرب الباردة تمثل إستراتيجية النخب الحاكمة في الولايات المتحدة لترسيخ الهيمنة الأميركية العالمية، بصرف النظر عمن سيفوز بالرئاسة في نوفمبر المقبل.

&

&