&&خالد أحمد الطراح&

نشرت القبس في 21 مايو 2016 تقريرا عن رصد شبكات العالم التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي عن حادث الطائرة المصرية، وتسلسل تطور الاحداث اعلاميا، بدءا من شبكة فرانس 24 وقناة النيل وشبكة العربية و«ام بي سي»، للمعلومات المبدئية للحادث، مع تركيز قناتي العربية و«ام بي سي» على الاقارب السعوديين والمرحوم الفقيد الكويتي، بينما كان تلفزيون الكويت «اكثر عمومية في طرح الخبر على الرغم من وجود راكب كويتي على الطائرة المنكوبة».

«كان تلفزيون الكويت في المؤخرة» في متابعة تطورات الحادث المأساوي الذي راح ضحيته مواطن كويتي- رحمة الله عليه- وهي ضبابية اعلامية رسمية ليست جديدة، فقد سبق ذلك خطوات السلحفاة في تواجد التلفزيون اثناء المشهد المأساوي الذي هز الكويت والعالم في تفجير مسجد الامام الصادق، وتواجد صاحب السمو الامير- حفظه الله- شخصيا بسرعة كبيرة، بينما وزارة الاعلام على بعد بضعة كيلومترات من الحادث.

تفجير مسجد الامام الصادق جذب انتباه وتغطية دقيقة ومتابعة من شبكات التلفزيون العالمية والعربية ووسائل التواصل الاعلامي، بينما انتباه معظم القائمين على تلفزيون الكويت ووزارة الاعلام يبدو ان اعينهم كانت خارج تغطية الاخبار العاجلة، فالوزارة اكثر انشغالا في اختيار وتحديد مسلسلات الدراما بمناسبة شهر رمضان، وبالاحتفاليات والاوبريتات، علاوة على جذب السياحة للكويت جوا وبرا، بعد انشاء قطاع خاص بالسياحة بعد تجول القطاع لأعوام في حضن وزارة التجارة وعودته الى احضان الاعلام الرحومة، حتى تتمكن من احداث ثورة سياحية تنافس بها مدينة كان الفرنسية والعاصمة البريطانية ودبي والبحرين، ولبنان الذي لم يتوقف تدفق المسافرين اليه من الكويت حتى في ظل الاوضاع الامنية المضطربة.

نعتب على الاخوة الزملاء في القبس لنشر مثل هذا التقرير، فإعلام الدولة مشغول جدا في خطط ومشاريع اضخم واهم من نكبة الطائرة المصرية، أو اي كوارث اخرى، فجل اهتمام الوزارة في الترفيه عن الشعب، وتضخيم جهاز الوزارة في عدد الوكلاء المساعدين، بدلا من تفكيك الوزارة التي لا طعم ولا لون لها الى اليوم.

ربما الاهم ايضا حرص الوزارة على برنامج الطبخ الشهير خلال شهر رمضان، الذي «كلف ميزانية الدولة ما يزيد على 150 الف دينار العام الماضي»، حتى تنافس فيه القنوات العالمية المتخصصة كشبكة فودد نت ورك (FOOD NETWORK)، وقناة فتافيت، لكن للوزارة رؤية في تصدير المطبخ الكويتي ضمن سياسة جذب السياحة.

الوزارة ليس لديها اساليب علمية في قياس قاعدة مشاهدي تلفزيون الكويت، والقياس فقط من خلال جوائز مهرجانات في القاهرة ومعرض ميلانو الاخير، حيث ضخمت الوزارة وهماً في الانجاز والحصول على افضل جائزة، بينما الواقع مختلف تماما عن الواقع.

اشعر بالأسى على هذه الوزارة التي مرت في دراسات كنت مشاركا في احداها، حول ضرورة تفكيكها وحصلت على مباركة رسمية، لكن المصالح الشخصية والمتضررين من التفكيك ربما لهم نفوذ اقوى من التوجه الحكومي.

&

&