&&&محمد الراجي&

أبدى شباب من الوفود المغاربية المشاركة في "القمة المغاربية الأولى للقادة الشباب"، التي تحتضنها مدينة العيون، امتعاضهم من استئثار "السياسيين الشيوخ" بالقرار السياسي في البلدان المغاربية، داعين إياهم إلى إفساح المجال للشباب للمشاركة في صناعة القرار.

&"إذا كان الشباب يمثلون نسبة كبيرة من الناخبين الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع، فكيف تفرز هذه الصناديق في كل انتخابات منتخبين شيوخا؟"، يتساءل رئيس الوفد الجزائري، تقي الدين بوسكين، في ندوة ناقشت موضوع "الشباب والمشاركة السياسية ودورهم في بناء الفضاء المغاربي".&

وفي مقابل دعوتهم "شيوخَ السياسة" إلى إفساح المجال أمام الشباب للمشاركة في اتخاذ القرار، عبّر عدد من المتدخلين عن أنّهم لا يعارضون تدبير الشيوخ للشأن السياسي، شريطة عدم الاستئثار به وإقصاء الشباب، "فنحن نحترم خبرتهم، ولكن الخبرة لمدة قرون غير مقبولة، ونحن كشباب نرفض أن نُخنَق"، تقول مُنى من تونس.&

وتضيف الشابة التونسية، بحماس، أنّ الشعار الذي رفعه الشباب التونسي بعد الثورة هو "لا شيء يُعطى، والحقوق تُنال بالنضال"، وتابعت موجهة خطابها لشيوخ السياسة: "نحن قادرون على أن نكون أصحاب قرار وأصحاب سلطة، ومن حقنا أن نمارس السياسة، حتى ولو أخطأنا، لأننا من الخطأ نتعلم".&

وقال شاب مغربي صحراوي إنه لا يمكن منع الشيوخ من ممارسة العمل السياسي. وفي رأيه، فإن الشباب "يمكن أن يكون محركا للعمل السياسي وفاعلا، لكنه لا يمكن أن يتخذ القرار، لأن ذلك يتطلب خبرة"، بينما قالت نبيلة توبالي من المغرب إنّ الشباب أحيانا يفكّر بمنطق الشيوخ.&

وأوضحت المتحدثة أنّ إشكالية غياب الشباب عن مناصب اتخاذ القرار راجعة بالأساس إلى "أنهم أخطؤوا الاتجاه، ولم يكونوا حاضرين بقوة على الساحة السياسية للتأثير على صناع القرار"، معتبرة أن "الكوطا" المخصصة للشباب لن تفضي إلى التمكين السياسي لهم، "لكونها ليست سوى ريع سياسي يدوم لفترة وجيزة من حياة الشاب ثم ينتهي".&

من جانبهم أكد مسؤولون من الشبيبات الحزبية المغربية على ضرورة تغيير "شيوخ السياسة" لنظرتهم إزاء الشباب، وشبّه محمد صلوح، نائب رئيسة شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، خوض "الكبار" في موضوع مشاركة الشباب بـ"خوض جنرال عسكري في الموسيقي"، مضيفا: "نظريا، يتحدثون عن الشباب كحلّ، ولكن عند التفعيل يتراجعون، ويعتبرون الشباب مجرد علل مثل البطالة والإرهاب".&

ودعا المتحدث زملاءه الشباب إلى العمل على دفع الدول المغاربية إلى وضع إطار محفز لمشاركة الشباب وبلوغهم مناصب المسؤولية، معتبرا أن التشريع هو الآلية الوحيدة التي تعكس مدى إرادة الدول على تفعيل هذه المشاركة، وأضاف صلوح أن مشاركة الشباب يجب أن تشمل جميع المناصب السياسية، بما فيها المناصب الحساسة، "وحين يتحقق هذا نكون قد أرسلنا إلى الشباب رسالة مفادها أن الوطن يحبهم"، يقول المتحدث.&

وحمّل جمال بنشقرون، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، نصيبا من مسؤولية إقصاء الشباب المغاربي في المشاركة السياسية للشباب أنفسهم، قائلا: "الشباب يعانون من صراع داخلي، وهناك صراعات بين الشباب حتى داخل التنظيمات السياسية"، لافتا إلى أن هذه الصراعات "تقف خلفها سياسات تحكمية تقوم على تشتيت صفوف الشباب حتى لا تقوم لهم قائمة".&

وربط بنشقرون ضعف المشاركة السياسية للشباب بفشل المنظومة التعليمية، وهو ما يؤدي إلى ضعف التنشئة السياسية للشباب، وتساءل المتحدث: "في المقررات الدراسية، هل هناك مواد سياسية تدرّس للشباب؟"، وتابع: "هناك طلاب في مستوى الباكالوريا لا يعرفون شيئا عن دور البرلمان، ولا يفرقون بين الحكومة والنقابة، وهذه إشكالية خطيرة ينبغي الانكباب على معالجتها".

&