&&تركي الدخيل

تنبأ كثيرون من قبل أن يكون الشيخ صالح المغامسي علامة فارقة في الفقه والعلم. سنوات من الطلب في المسجد النبوي، تتلمذ فيها على محمد الأمين الشنقيطي وأبي بكر الجزائري وعطية سالم. صرح بأنه يتطور كثيرا، والذي يبقى على ما هو عليه بعد أربعة وعشرين عاما من بدء الطلب «فهذه مصيبة» يقول الشيخ في برنامج «بالمختصر» على قناة MBC. في كل قضية يطرحها يأتي بجذورها وعللها ومناطاتها، أشبع فتواه بالأصول والمقاصد الشرعية، ويرى في اللحاق بالعصر ضرورة. الأساس الذي ينطلق منه هو «المباح» وما لم يرد نصا يحرم فإن المباح يبقى على حاله، وعلى أصله الناصع.

ليست الفكرة في إباحة موسيقى من عدمها، أو الحديث عن رأيٍ معين يفرج عن الناس ويخرق قناعة خاطئة متراكمة، بل الأساس في خطاب المغامسي هو الإقناع الفقهي، والوعي بالواقع. حين سئل عن السياسة قال إنه يقرأ فيها كثيرا، لكن ليس دور المجتمع كله أن يتحول إلى «جمع من الساسة».

وبخصوص الدعاة يصر الشيخ على عدم وعي بعضهم بما يتداولونه، فالحاكم له حيثياته في إصدار القرارات ولديه أجهزة كاملة لمعرفة المصلحة للناس، بينما بعض الدعاة يأخذ وعيه بالواقع من خلال «شاشة تلفاز، وشاشة جوال»، هكذا يلوم المغامسي بعض المتحمسين.

من الواضح أن الشيخ صالح أعطى الخطاب الفقهي لونا مختلفا حيا، به حياة للمجتمع ومصالحه، وإحياء للدين ومقاصده، تمم الله عليه بخير.