خالد أحمد الطراح&

من الخطأ الاستعجال في اطلاق الاحكام على من يدخل التشكيل الوزاري منذ الايام الاولى، كما حدث مع الاخ الدكتور بدر العيسى، وزير التربية والتعليم العالي الذي خلق آمالا عالية تبشر في الاصلاح، بينما الواقع بعد شهور، «تشقلب» الوزير مع تصريحات متضاربة وقرارات مرتجلة.

التحقيق الذي نشره مركز دراسات ومعلومات القبس (11 مايو) يعكس واقع حال وزارة التربية بسبب «شقلبات» الوزير الذي كما يبدو لا يجيد العمل السياسي لكنه يهوى التصريحات المتضاربة واعطاء بيانات متناقضة، وكما هو معروف عنه بأنه غير بارع في الحديث ولافت للانتباه في جلسات مجلس الامة بسبب كثرة التوقيع على المعاملات!

في مقال سابق، تصورت ان ثمة خطوات حكيمة اتخذها الوزير نحو اصلاح المناهج، لكن سرعان ما تراجع عنها ربما بسبب رهبة صعود منصة الاستجواب، وهنا لا ألومه فالصعود الى المنصة يتطلب شخصا بارعا في الدفاع عن القرارات، لكن حين تصبح قرارات الوزير ميالة «للشقلبة» فمن المجازفة الصعود، ومن الافضل المحافظة على كرسي الوزارة الذي يبدو أنه لم يكن في باله يوما!

لن اعيد ما تناولته القبس، وهي اول صحيفة فتحت ابوابها للوزير وحاولت ايضا ترتيب تناقضات تصريحاته التي ادلى فيها في دار القبس، ولم تكن تصريحات منسوبة له!

وحتى لا اعيد ما نشر من معلومات موثقة بالبيانات، اود التركيز على ملف المناهج الذي انبرى الوزير العيسى يدافع في حماس شديد، بأنها بحاجة «لنفضة وحذف»، لكن كان بعض الضغط النيابي اكبر من قناعة الوزير الاكاديمي!

وتأكيدا لذلك اشير الى تصريح الاخ الدكتور حمود الحطاب، الموجه السابق للمناهج الدينية و«واضعي» مناهج التربية الاسلامية، لصحيفة السياسة في 7 مارس الماضي ان «الاسلوب الذي تناول الايمان بالرسل في الصف السابع المتوسط اسلوبا صارما، بينما كان يمكن ان تكتب قضية الايمان بجميع الرسل بأسلوب يؤدي الغرض دون تكفير الآخر».

وقال الدكتور الحطاب «ان ما جاء في منهج التربية الاسلامية للصف السابع المتوسط يصب ضمن حلقات الركاكة في الاداء العام».

الخطاب، اكاديمي متخصص في المناهج وهو ايضا ليس ليبرالي المنهج والفكر، وحديثه هذا يؤكد الخلل في مضامين بعض المناهج، خصوصا التربية الاسلامية الذي تناولته حيثيات حكم مسجد الامام الصادق العام الماضي، لكن الوزير العيسى تراجع عما صرح فيه بهذا الشأن وابتدع مصطلحا علميا جديدا فيما بعد، بأن المناهج «نظيفة وبريئة من التطرف» وهي مفردات جديدة على قاموس التعليم!

تمنياتنا بالتوفيق للوزير والمزيد من مهام السفر مع وكلاء الوزارتين، وعقبال طاقم الوزارة وفريق الحراسة، فمن المهم تسجيل رقم قياسي في المهمات فهو ربما جزء من الاصلاح التعليمي!

ماذا لو كان الوزير العيسى وزيرا للخارجية؟.. لسكن خارج الكويت وحضر اليها في مهمة رسمية!