&&الحريري وفرنجية حاورا عون ولا نتيجة لماذا لا يجرّب نصرالله علَّه ينجح؟

&&اميل خوري

توقّفت أوساط سياسيّة عند أكثر من نقطة وردت في كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الذكرى السادسة عشرة لعيد المقاومة والتحرير، ومنها الآتي:

أولاً: تأكيد تمسّكه بمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة" خلافاً لموقف من اعتبر أن هذه المعادلة سقطت منذ قرّر الحزب التدخّل عسكريّاً في الحرب السورية من دون ان يأخذ موافقة الجيش ولا الوقوف على رأي الشعب المنقسم انقساماً عمودياً وأفقياً حول هذا الموضوع.

ثانياً: قوله بحصول الانتخابات البلدية والاختيارية في كل المناطق، ولا سيّما في الجنوب والبقاع "بهدوء ونزاهة وجدية وبأقل شكاوى ممكنة، ما ينفي تهمة وجود السلاح وأثره في أثناء العمليات الانتخابية". لكن ثمة من يرى أن "حزب الله" حرص على حصول ذلك كي لا يظل سلاحه ذريعة تشوب عملية الانتخابات النيابية، عدا أن الانتخابات البلدية والاختيارية لها بعد عائلي وتنموي، في حين أن الانتخابات النيابية لها بعد سياسي وصراع على السلطة وللسلاح تأثيره فيها.

ثالثاً: مطالبته بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية "يعتمد النسبية بشكل كامل ورفض قانون الستين لأن أهم عامل في تكوين السلطة هو قانون انتخاب جديد يجرى على أساسه انتخاب مجلس جديد، وقانون يؤمّن أصحّ تمثيل ممكن وهو النسبية". إذا كان هذا هو موقف "حزب الله" من القانون، فإن لأحزاب مواقف أخرى. فمنها من يدعو الى اعتماد الدائرة الفردية تحقيقاً للتمثيل الصحيح، ومنها من يدعو إلى مشروع مختلط يعتمد الأكثرية في مناطق والنسبية في مناطق لأن "الثنائية الشيعيّة" قد تحتكر كل المقاعد في مناطق سيطرتها، وربما "الثنائية المسيحية" المولودة حديثاً بعد تجربة الانتخابات البلدية.

رابعاً: تأييده "إجراء الانتخابات النيابيّة في ظل أي ظرف لأن لا مجال للتمديد لمجلس النواب الحالي"، وأن "لا مانع لدى الحزب من حصول انتخابات نيابية قبل الرئاسية، أو العكس". لكن لدى أحزاب أخرى مواقف تصر عليها مثل إجراء انتخابات رئاسية أولاً عملاً بأحكام الدستور التي تنص على إجراء هذا الانتخاب قبل أي أمر آخر. ويخشى إذا ما جرت الانتخابات النيابية قبل الرئاسية أن يُواجه لبنان خطر الفراغ الشامل إذا عاد نواب إلى مقاطعة جلسات الانتخاب، فلا ينتخب رئيس ولا يتم تشكيل حكومة جديدة مكان الحكومة الحالية التي تعتبر مستقيلة حكماً عند انتخاب مجلس نيابي جديد. عدا أن أحزاباً تعتبر أن أي قانون جديد للانتخابات يقر في غياب رئيس الجمهورية هو قانون قابل للطعن بشرعيته.

خامساً: وضعه اتهام "حزب الله" بتعطيل الانتخابات الرئاسيّة في خانة "الحرب النفسية"، ودعا من يريد الانتخابات الرئاسية "الى الحوار وليس الى ادارة الظهر"، وهذا يطرح سؤالاً: مع من يكون هذا الحوار؟ هل يكون مع العماد ميشال عون، ومن هي الجهة الصالحة التي تجريه معه؟ هل هو الرئيس سعد الحريري وقد أجرى حواراً طويلاً مع عون ولم ينته الى اتفاق، فكان أن قرّر تأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية؟ هل يجريه فرنجية بالذات وقد أعلن في حوار تلفزيوني انه يريد أن يكون هو البديل من العماد عون إذا لم يكن للأخير حظ في رئاسة الجمهورية وان لا شيء يدل على أن عون سيكون له حظ في ذلك. إلا أن العماد عون يصر مع كل من يحاوره على أن يكون هو الرئيس ولا أحد سواه وإلا فلا رئاسة ولا حتى جمهورية... وتساءل فرنجية في مقابلته التلفزيونية: "لو أن فريق 8 آذار فعل مع العماد عون ما فعله معه هل كان بقي ضمن هذا الفريق؟". فإذا كانت هذه هي نتائج الحوار مع عون، فلماذا لا يجري "حزب الله" حواراً معه قد تكون له نتائج إيجابية عندما يصارحه بحقيقة الواقع وهو أنه ما دام لا يحظى بتأييد "تيار المستقبل" فلن يفوز بالرئاسة، في حين أن فرنجية يحظى بتأييد هذا "التيار" ويصبح مرشّحاً وفاقياً وتوافقياً إذا قرّر "حزب الله" تأييده، خصوصاً أنه مثل عون من خطه السياسي؟ فما على الحزب سوى أن يحكم في الخلاف بين عون وفرنجية ولا أحد سواه يستطيع ذلك، أو يترك الحزب حرية الاقتراع للنواب، فمن ينال أكثرية الأصوات المطلوبة يعلن فوزه، أو أن من ينال أصواتاً أقل ينسحب لمن نال أصواتاً أكثر، فيتم عندئذ انتخابه من دون منافسة.

سادساً: قول نصرالله أنه "من الآن الى الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل، فالمنطقة ذاهبة إلى حماوة، وان هذا ما يحصل مع كل انتخابات أميركية حيث تتحوّل الدماء إلى أوراق في صناديق الاقتراع". فأميركا، بحسب رأيه، "في حاجة الى أوراق خارجية لخدمة مصالحها، وهذا يعني مزيداً من الضغط والتصعيد لأن كل فريق يريد الامساك بأوراقه في انتظار المفاوضات". فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يعمل على اخراج لبنان من لعبة الأوراق بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية لأن استمرار الفراغ الرئاسي سيراكم على لبنان السلبيات ويسجل أن في لبنان أفشل حكومة وأفشل دولة بمقاييس التزام الدستور واستكمال عناصر الميثاقية، كما قال الرئيس تمّام سلام في حواره التلفزيوني مع الزميلة روزانا بو منصف.