بن كيران: ظهر فينا مجانين ذهبوا بعيداً في قتل الأبرياء وللأسف يرفعون شعار الإسلام

 

قال إن النظام العالمي لا يمنح العدل الضروري أو حتى الحد الأدنى منه

محمود معروف 

  قال رئيس الحكومة المغربية ان النظام العالمي الحالي لا يمنح العدل الضروري أو حتى الحد الأدنى منه، ويساهم في نشوء التطرف، الا انه قال «نحن نتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب أنه ظهر فينا مجانين ذهبوا بعيداً في قتل الأبرياء، وللأسف يرفعون شعار الإسلام».

واكد عبد الإله بن كيران اول من امس الاثنين في الدورة الـ12 للقاء المغرب والاتحاد الأوروبي في الرباط التي تنظم جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة بتعاون مع المؤسسة الألمانية «كونراد اديناور» حول موضوع : التعايش السلمي .. مسؤولية مشتركة» أن مستقبل البشرية هو في العيش المشترك، وقبل أن تكون منظمة الأمم المتحدة متواجدة، بقي المسلمون في الأندلس ثمانية قرون، عاشت خلالها اليهودية والنصرانية والإسلام في سلم.

واضاف رئيس الحكومة المغربية «لما فقدت إسبانيا صوابها وأخرجت كلاً من المسلمين واليهود، قبل أربعة قرون، وجد المسلمون مكانهم في المغرب، وحتى اليهود وجدوا في البلاد المغربية والإسلامية الأخرى الصدر الرحب، الجميع كانوا يعيشون بأمن وأمان ولازالوا كذلك إلى اليوم، ليس بضمانة لا من الغرب ولا الولايات المتحدة ولا الأمم المتحدة ولا أوروبا، بل بضمانة أصيلة من هذه الأرض وثقافتها».

وقال عبد الإله بن كيران إن الملك الراحل الحسن الثاني لم يكن يستمع مطلقاً للاتحاد الأوروبي حينما كانت وفوده تقوم بزيارات للمغرب وتتم مؤاخذة المملكة على حقوق الإنسان».

وخاطب بن كيران مسؤولي الاتحاد الأوروبي «يوم كنتم تزوروننا في المغرب و تؤاخذون علينا وضعية حقوق الإنسان بمنطقكم.. لم يكن الحسن الثاني يستمع لكم مطلقاً، لكنه كان يستمع ويحسن الأمور، ولكن بتدرج»، مشيرا إلى أنه في الوقت ذاته «ارتأت دول أخرى الاستجابة لنداء «الغرب» الذي عرف تطوراً مختلف عن تطورنا وله ثقافة مختلفة عن ثقافتنا».

وأوضح «وبذلك وصل الغرب إلى ما وصل إليه ونحن لا نؤاخذهم ولكننا نستغرب حينما نسمع بعض الأشياء الغريبة ولكن نقول في النهاية هذا شأنهم إذا كانوا يفضلون أن يتزوج الرجال مع الرجال والنساء مع النساء».

وتحدث رئيس الحكومة المغربية كيف ان بلاده استطاعت الخروج من رياح «الربيع العربي» بأقل الأضرار وأصبحت «النموذج المغربي الذي بات قدوة لعدد من دول العالم» وبات المغرب «الدولة العربية الوحيدة التي تزاوج بين الأمن والاستقرار والحفاظ على حقوق الإنسان والديمقراطية».

وقال بن كيران «المغرب أصابه الربيع العربي كذلك، مثلما أصاب تونس بعد أن أحرق شاب نفسه، فانتشرت الثورة في البلاد وفي باقي الدول العربية والإسلامية هذه الثورة ما أوصلنا إليها هو أن حكامنا، في العالم العربي والإسلامي، استأثروا بالأموال والسلطة وضغطوا على الحقوق»، وان كانت «الأوضاع في المغرب لم تكن بالسوء الذي كانت عليه في الدول الأخرى».

وأعاد الفضل في ذلك إلى ملوك البلاد الذين «يتميزون بوضعية خاصة» حيث «استجاب الملك (محمد السادس) لمطالب المجتمع، وأطلق مسار إصلاحات دستورية ونحن اليوم نترحم على الحسن الثاني لأنه حافظ لأمتنا الإسلامية على هويتها».

وقال ان الشعب المغربي «تواق إلى السلم والتعاون، وإلى كل ما هو إيجابي في حياة البشر» و«لا يمكن أن تجد أوروبياً واحداً يعيش في المغرب وهو خائف، لكن، مع الأسف الشديد، المسلمون الموجودون اليوم في أوروبا خائفون، ويشعرون بأنهم ربما غير مرغوب فيهم».

وأكد أن المغرب كان يدعو دائما إلى خطاب معتدل ومنفتح، ويدافع، بحزم ومسؤولية، عن قيم السلام، والأمن، والتسامح والتعايش وكل الجاليات الأجنبية والأقليات الدينية بالمغرب، تتمتع بدون استثناء، بالسلام والأمن على غرار المواطنين المغاربة وتمارس شعائرها الدينية بكل حرية، لانه جعل من التعايش الديني والعيش المشترك خياراً استراتيجياً منذ 12 قرناً.

وقال إن المغرب، الذي ظل وفياً لتقاليد الاعتدال والتسامح الديني، يظهر فيه التعايش بين الأديان كواقع، كما تشهد على ذلك الحياة اليومية بمختلف جهات حيث التعايش في مختلف المدن التي تضم المساجد والكنائس والمعابد اليهودية و«هذا ما يجعل من المغرب مختلفاً عن دول إسلامية أخرى».

ودعا رئيس الحكومة المغربية الدول الأوروبية وأكثر من أي وقت مضى، إلى دعم النموذج المغربي القائم على أساس التنمية المستدامة، والاستقرار، والتقدم، والتضامن والحرية ، مسجلاً في هذا الصدد، أن المغرب أصبح «منبع إلهام» و «أمل» لكثير من دول العالم.

وجدد التأكيد على إرادة المغرب في الحفاظ على «علاقات متميزة» مع جميع الدول الأوروبية، مشدداً على أن بلاده حرة في اختياراتها الإستراتيجية من أجل الدفاع عن مصالحها العليا وقيمها المتجذرة.