حمود أبو طالب

على خلفية دعوة قناة فور شباب للإخواني المسيء للمملكة وجدي غنيم وبرامجها المحرضة والمخالفة لسياسة المملكة وقيام صاحبها بإطلاق حملة تبرع مخالفة للأنظمة التي أقرتها المملكة فاجأتنا «عكاظ» يوم أمس بتصريح للشيخ خالد السبيعي الذي وصفته بالمنشق عن تنظيم الإخوان السري في السعودية بعد أكثر من 13 عاما لانضمامه للتنظيم، كشف فيه عن حقيقة وجود هذا التنظيم ومغالطات بعض أعضائه بإنكارهم لوجوده. يقول السبيعي إنه بعد تجاوزات صاحب القناة علي العمري وتحديه للوطن والشعب بتغريداته وقناته المدعومة من الإخوان كان لزاما علي أن أقول الحق شهادة للتأريخ وحفظا للدين ودفاعا عن الوطن وحماية للشباب من مكر هذا الرجل، فزعمه أنه لا يوجد تنظيم للإخوان في السعودية وإنما هو تيار ووصفه للعهد السابق بالسوداوية، تنظيم الإخوان موجود في السعودية وليس تيارا كما يدعي العمري الذي هو أحد أعضائه كما علمنا ذلك من أعضاء التنظيم. والحقيقة أن أي متابع لهذا التنظيم وكل شخص له عينان وأذنان وشيء من العقل والإدراك لا يحتاج إلى شهادة وتأكيد على وجود التنظيم لدينا، فكل تصرفاتهم وأقوالهم وممارساتهم تكشف بوضوح شديد عن التنظيم ونشاطه الذي لم يعد سريا بل خرج إلى العلن خصوصا بعد وصول الإخوان في مصر إلى سدة الحكم، وحتى إن تراجع نشاطهم وخفت صوتهم قليلا بعد سقوطهم في مصر فإن ذلك لا يعدو عن كونه تكتيكا معروفا عنهم انتظارا لفرصة قادمة، وهم بلا شك يحملون مشروعا سياسيا لدينا لا يخرج عن مشروعهم العام والأساسي في الطموح إلى الحكم في كل البلدان التي ينتشرون فيها. وحتى بعد إعلان المملكة جماعتهم ضمن المنظمات الإرهابية فإنهم ما زالوا يتلونون ويناورون ويقومون بهجمات مرتدة بين حين وآخر، لكن العمري لم يتحكم في أعصابه وأرادها تحديا علنيا سافرا، ليس هذا فحسب بل إنه كرر دعوته لجمع التبرعات من مقره في مركز الخلافة الحلم بعد إعلان وزارة الداخلية مخالفته الصريحة وشروعها بالتحقيق في أمرها، وبذلك يكون قد ضرب عرض الحائط بكل هيبة الدولة وأنظمتها وقوانينها المتعلقة بالأمن الوطني.

هذا التنظيم الموجود بين ظهرانينا لم يعد من صالحنا التعامل معه بمواربة ومداراة توحي بأنه غير موجود، وخطره يتعاظم كلما تهاونا معه لأن عقيدته إنكار الأوطان والتآمر على شرعيتها وتدمير سلمها ووحدتها وتقويض أمنها، والله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.