خالد الطراح

منذ 15 عاما حين أطلق الأخ العزيز عثمان العمير ناشر جريدة ايلاف الإلكترونية، و كنت حينها اعمل في لندن، و على تواصل مستمر مع الأخ عثمان و كانت معظم نقاشاتنا تدور حول مستقبل الجرائد الرقمية و كان للاخ عثمان بعد خبرة طويلة في الصحافة المطبوعة رؤية تكاد ان تكون تنبئوا بان المستقبل للجرائد الإلكترونية و أتذكر انه ابلغني بان الجدوى و الإنجاز لن يكن يكون قريبا و يحتاج إلى وقت كبير وصبرا ربما يكون 10 سنوات او اكثر.

و فعلا انطلقت ايلاف كأول نموذج صحفي الكتروني في الفضاء العربي، و لم تكن رحلة سهلة خصوصا في ظل تبينيها لسياسة احترام و نشر كافة الآراء و متابعة الأحداث بشفافية و مهنية، و التي كان من الصعب تقبل معظم الأنظمة العربية لهذا النموذج الجديد و المميز و لا شك ان الطريق لم يكن ممهدا بالحرير، بل كانت هناك تحديات و مفاجآت، لكن رؤية و جرأة الناشر العمير استطاعت تكوين أسرة تحرير متناغمة مع الأهداف حتى توسعت ايلاف من مشروع بسيط الى مشروع ضخم ينافس الاعلام المطبوع و المرئي أيضا و مصدر للمعلومات و مرجعا أيضا في مختلف المجالات.

انتقال معظم الصحف الأجنبية اليوم الى النموذج الإلكتروني يبرهن صحة رؤية الأخ الناشر العمير قبل 15 عاما الذي لم يخرج من عباءة الصحافة و لا زال يفتخر بمسماه الصحافي.

تحققت اليوم تطلعات الأخ عثمان، لكنها ليست النهاية، بتقديري، فالتطوير المهني في ايلاف مستمرا مع عقارب الساعة يسابق الزمن سياسيا و ثقافيا و اجتماعيا و فنيا.

فللأخ العمير و أسرة تحرير ايلاف أطيب التهاني بما تحقق و سيتحقق ضمن مسيرة مهنية في عالم رقمي تشتد فيه المنافسة، لكن نتمنى الصدارة لإيلاف على الدوام.

&