فهد الفانك

إذا كانت إيطاليا قد أنجبت موسوليني ، وألمانيا أنجبت هتلر ، وروسيا أنجبت ستالين ، وكوريا الشمالية أنجبت كيم جونج يون ، وليبيا أنجبت القذافي ، وتركيا أنجبت أردوغان ، فلماذا نستكثر على أميركا أن تنجب ترامب بعد أن أنجبت بوش؟.

كل واحد من هؤلاء الزعماء نجح في تدمير بلده بحيث غادره وهو أسوأ مما كان عند وصوله إلى السلطة ، ولكن أكثرهم جاء بوسائل ديمقراطية كالانتخابات أو الوراثة مما يعني أن صناديق الاقتراع لا تنتج ملائكة فقط بل شياطين أيضاً.

كل واحد من هذه الشعوب يستحق ما حدث له على يد زعيمه ، ولكن السؤال: ما ذنب العالم كي يتحمل هذه الأخطار ويدفع الثمن.

الرئيس الأميركي أقـوى رئيس في العالم ، فهو لا يحكم أميركا وحدها ، بل يتجاوز ذلك إلى محاولة حكم العالم بحجة أن أميركا حالة استثنائية.

هذا العالم مرعوب من احتمال وصول ترامب إلى البيت الأبيض ليطبق برنامجه المعلن: مصلحة أميركا فوق مصالح العالم – أميركا اولاً ، 12 مليون مهاجر يجب إبعادهم فوراً من أميركا ، المسلمون يجب أن يمنعوا من دخول أميركا ، والموجودون منهم في أميركا يجب أن يوضعوا تحت المراقبة ، بناء سور يفصل أميركا عن المكسيك وإرغام المكسيك على دفع كلفته!.

الشعارات الفاشية التي أطلقها ترامب هي التي مكنته من التغلب على منافسيه والوصول إلى ترشيح الحزب الجمهوري له ، كل ما هنالك أنه صريح يعبر عن قناعاته في حين أن الرأي العام الأميركي يختار المرشح الفاشي ليقوم بالمهمة دون أن يتخلى عن شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.

الفوز الكاسح للمرشح ترامب في الانتخابات التمهيدية يعني أنه يعبر عن قناعات الرأي العام الأميركي ، وهي قناعات كامنة لا يعبر عنها أحد علناً حتى جاء ترامب.

دعونا نعترف بالحقيقة المرة ، وهي ان العنصرية أصبحت اليوم تياراً كبيراً يجتاح العالم بما فيه الديمقراطيات ويدل على أن العالم يمكن أن يسير إلى الوراء.

اليمين الفرنسي يريد طرد المهاجرين ، والمجر يبني جداراً لصد المهاجرين ، الحزب اليميني المتطرف في هولندا يريد منع دخول المسلمين ، وفي اليونان والسويد وبريطانيا تيارات يمينية صاعدة تتمتع بالشعبية.

هـذا هو الاتجاه العالمي ، سواء فاز ترامب بالبيت الأبيض أم لم يفز ، فالأهمية ليست لشعار قد يطلقه فرد ، بل لمدى التجاوب الشعبي معه.