&&ما هذه الكائنات الغريبة التي تتجول في شوارع عفرين؟

&

مصطفى محمد&

غازي عينتاب «كائنات غريبة في شوارع عفرين»، قد يبدو هذا العنوان الذي أورده موقع «هيوا عفرين» الإخباري الكردي مثيراً للاهتمام للوهلة الأولى، فالتقرير يخوض في تفاصيل قد تستهوي القرّاء بمختلف فئاتهم العمرية والثقافية.

لكن وبحسب التفاصيل التي أوردها الموقع، فإن هذه الكائنات ليست مخلوقات غريبة عن عالمنا، لكن هن نسوة عربيات مبرقعات، ومحجبات باللون الأسود، نزحن وعوائلهن إلى مدينة عفرين التي تقطنها غالبية كردية، هرباً من جحيم الحرب التي تشهدها مدينة حلب وريفها.

وعن الأسباب التي دفعت إلى وصف النسوة المتحجبات بـ «الكائنات الغريبة»، قال الموقع: «إن ثقافة الانفتاح وقبول الآخر المميزة للمجتمع الكردي عامة والعفريني خاصة، لا تعني فتح المجال لهذه الظاهرة غير المعتادة».

واستغرب الموقع من رؤية النسوة المحجبات، وقال: «في الوقت الذي تخلع فيه نساء منبج البرقع الذي فرضه تنظيم الدولة هناك نرى انتشاره في عفرين»، مضيفاً «إن الوجه الإنساني بمثابة البطاقة الشخصية التي من خلالها نتعامل مع الآخر، ومن لا يثق في أحد لا أحد يثق به»، مشيراً إلى «المخاوف الأمنية» لهذه الظاهرة.

وبعد أن عدّ الموقع النسوة المبرقعات بأنهن «ضحايا الحرب والجهل والتخلف»، قال «إن الثورة التي نقودها في المناطق الكردية في سوريا، تتطلب منا عدا عن تحرير الأرض، تحرير الإنسان».

ردود فعل متباينة أثارها التقرير الذي نشره الموقع إلى جانب صورة امرأة مبرقعة تتجول في شوارع المدينة، حيث أبدت بريفان سيدو موافقتها على ما جاء في التقرير بالقول: «هذه الظاهرة بعيدة كل البعد عن ثقافتنا المحتشمة، نؤيد الاحتشام في اللباس لكن ليس بهذه الطريقة، اللباس الشرعي الإسلامي لا يجبر على اخفاء الوجه، والبرقع مجرد عادة فرضت من قبل شريحة متطرفة من المجتمع الإسلامي الذي يعتبر المرأة عورة، لذا يعتقدون بأنهم يسترونها بإخفاء وجهها».

و شبّه آلان آلان المرأة المبرقعة بـ «كيس الزبالة»، مضيفاً «يجب مكافحة هذه الأكياس»؛ لكن على المقلب الآخر أشارت نور حق حسو إلى أن اللباس «حق شخصي»، وأردفت «الزي هذا موجود من زمان، وليس على زمن التنظيم».

وسخر مصطفى أبو عائشة على «فيسبوك» من التقرير وقال متسائلاً «أين الديمقراطية والحرية الشخصية التي تنادون بها».

أما خليل غباري فشن هجوماً لاذعاً على الموقع، متهماً إياه بـ «إثارة الفتن»، وأوضح «هذا ديننا الذي ندين به وأدين به أنا وغالبية سكان عفرين وغير عفرين من الأكراد»، مضيفاً «نحن مقصرون في تعاليم ديننا، وهذا لا يعني أن نعيب على الملتزمين بتعاليم ديننا تطبيقهم للشرع».