أحمد الرضيمان& &&

&

ينبغي توجيه فريق للجهاد التويتري ضد حركات الضلال، بكشف شبهاتهم، وتعريتهم، وترسيخ المعتقد الصحيح

في فجر يوم فضيل، يوم الجمعة، وفي شهر فضيل، شهر رمضان، فجع المسلمون بجريمة بشعة جدا، لا نظير لها، ولولا أن الواقعة حدثت لكان من الصعب تخيلها، فضلا عن تصديقها.

أم صالحة قانتة صوامة قوامة، يطاردها أبناؤها حتى يدخلاها مستودع بيتها، ليطعناها بالسكاكين والسواطير، لا لشيء إلا لكون التنظيم الهالك المجرم (داعش) أمرهما بذلك تقربا إلى الله بزعمهم! ثم ينطلقان إلى أبيهما الكبير، فيتعاونان على طعنه تنفيذا لأمر داعش، والاستخبارات التي تدعمها، فيا سبحان الله، ربنا ينهى عن كلمة (أف) أن تقال للوالدين، قال تعالى: (وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما). وهؤلاء المجرمون يتقربون إلى الله بقتل والديهم الصالحين العابدين، قربانا لداعش والجهات المعادية للإسلام والمسلمين.

والله تعالى أمر بالإحسان إلى الوالدين الكافرين المشركين، بل وأشد من ذلك الذين لم يكتفوا بالكفر والشرك، وإنما بذلوا الجهد لجعل ولدهما مشركا، مع هذا يقول الله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)، فأمر الابن أن يصاحب والديه معروفا، حتى وإن جاهداه ليكون مشركا. هذا هو الإسلام. لكن هؤلاء المسخ انسلخوا من الإسلام ومن العقل ومن الفطرة ومن الرجولة، وصاروا أدوات لأعداء الإسلام.

والجهات التعليمية والدعوية أهملتهم من التحصين العقدي والفكري، فتسلط عليهم دجاجلة الإنترنت، فلعبوا بأفكارهم، لأنهم وجدوا قلوبا فارغة فتمكنوا منهم.

وإلا لو كانوا محصنين لما استطاعوا. وإن من المتعين على الأسر وجماعة المسجد والمجتمع بكامله أن يتعاونوا في التبليغ عن كل من لوحظ عليه مؤشرات التطرف وهي كثيرة معلومة، وسأذكرها في مقال قادم، إن شاء الله.

وبحمد الله فإني ألاحظ أن الوعي زاد عند كثير من الناس، وصاروا لا يترددون في التبليغ عن أبنائهم إذا رأوا أي مؤشرات تدل على التطرف، يفعلون ذلك حبا لأبنائهم، وحماية لهم من أنفسهم، لئلا يهلكوا أنفسهم وغيرهم، ويتورطوا في مسؤولية الدماء أمام الله تعالى، ولأن الدولة -وفقها الله- كالوالد الرحيم، وكالطبيب الناصح، تعالج بعلم وعدل ورحمة وحكمة.

وبهذه المناسبة: فإني أقول إن الجهود المبذولة من الإعلام وحملة الأقلام ووزارة الشؤون الإسلامية والتعليم وأساتذة الجامعات ومديريها دون المستوى المأمول. وغالبها مجرد تسجيل مواقف، أو رد فعل عند كل عملية إرهابية فقط. وديانة لله، وحبا لوطني وقيادته، ونصحا للمجتمع وشبابه، فإني أوصي بما يلي:

1/ إيجاد قاعدة بيانات للدكاترة والمشايخ وأهل العلم في المملكة المعروفين بالحكمة والتمكن العلمي ومواجهة الفكر المنحرف والولاء الصادق للدين والوطن والقيادة.

2/ توجيه فريق منهم للظهور الإعلامي في القنوات الرسمية، ليعرفهم الناس، ويرتبط بهم الشباب، ويستفيدوا منهم، ومن علمهم، بدل دعاة الفتن والثورات.

وتوجيه فريق آخر للجهاد التويتري، ضد حركات الضلال، بكشف شبهاتهم، وتعريتهم، وترسيخ المعتقد الصحيح. وتعيين فريق منهم مديرون في التعليم والجامعات وأعضاء إفتاء في المناطق، وأعضاء في الشورى وأماكن التأثير. وتوجيه فريق منهم لإقامة حملات حوارية مع الطلاب في المدارس والجامعات.

3/ إعادة النظر في المكاتب التعاونية الدعوية وجمعيات التحفيظ في المناطق، وإسناد إدارتها إلى رسميين بدل المتطوعين، لأن المتطوع مشغول بعمل رسمي، ولا يمكن محاسبته في عمل هو متطوع فيه. (ما على المحسنين من سبيل)، مع التقدير لكل المتطوعين المخلصين.

4/ تكوين فريق مؤهل من الشباب النشط، والسليم فكريا للاختلاط بالشباب، والقروبات، ووسائل التواصل، والاستراحات، للتحصين الفكري. ويكون بينهم وبين العلماء الراسخين تواصل ليتم دمج قوة الشباب بحكمة الشيوخ.

&