&عبدالرحمن الشلاش

لا علاقة للدين وفق المنهج القويم بأي نوع من أنواع الإرهاب، بل إن الدين الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلَّم - يدعو للحب والتسامح والود، ويحرّم قتل النفس المعصومة إلا بالحق فما بالك إذا كانت هذه النفس أحد الوالدين، الأم أو الأب، وهما مَن أمر الله سبحانه وتعالى ببرهما والإحسان إليهما بل مصاحبتهما بالمعروف مهما كان منهما، قال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (15) سورة لقمان.

الدليل على أن الدين النقي الصافي الخالي من شوائب التطرف والغلو لا علاقة له بالإرهاب أن بعض الشباب من مطايا الدواعش ومن قاموا بعمليات إرهابية يتعاطون المخدرات ولا يصلون ولا يصومون، رغم أنهم قد أطلقوا لحاهم في مظاهر شكلية لا تدل على الصلاح بل يتخذونها ستارا أمام ممارساتهم الإجرامية، كما أنك تجد كثيرين ممن استقاموا على نهج الدين الصحيح يدينون الإرهاب بكل أشكاله ويصفون الجماعات الإرهابية المجرمة بالخوارج، ويدعون الناس لوحدة الصف من أجل وطن آمن مطمئن في لغة معتدلة مقبولة من كافة أطياف مجتمعنا الكبير.

الدين النقي الصافي لا علاقة له بالقتل وسفك الدماء، لكن ما يجب التنبه له ما قامت به بعض الجماعات المتعطشة للدماء من استخدام سيئ للدين، وتطويع نصوصه لخدمة نواياها السيئة وإظهاره بمظهر لا يدل على حقيقته لذلك ستجد طريقا واحد صحيحا للدين، وطرقا كثيرة منحرفة عن المنهج، والدين لديها عبارة عن غطاء لجذب بعض المتحمسين من المغيبين والشباب الصغار.

الجريمة البشعة التي هزت المجتمع السعودي بإقدام التوأم خالد وصالح العريني على قتل والدتهما أكبر دليل على أن الدين النقي الصافي لا علاقة له بالإرهاب، فالتوأمان درسا بر الوالدين جيدا في المدارس ويعرفان حقوقهما من خلال آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي أوصلت الوالدين إلى درجة القداسة، لكن برمجة الدواعش التي تدرس للمغرر بهم أن هذا المجتمع بكل مكوناته عبارة عن مجموعة من الكفار والعصاة ويجب التخلص منهم قد طغت على ما لدى الشابين من معلومات نظرية عن بر الوالدين لم تصمد أمام الفكر الضال الذي يدعو لقتل الأقارب ورجال الأمن. سيظل الخطر قائما في كل أسرة ما دام دين داعش المنحرف ينتشر بين الشباب في غفلة من الأهل وغياب تام للحلول العاجلة.